اضطرت الجهات الأمنية وقوات الطوارئ بالمدينة المنورة لاستخدام الهروات والغازات المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء لفض أعنف اشتباكات بين مواطنين في حي "العصبة" قرب مسجد قباء كما طوقت الحي وأغلقت المداخل لمنع متعاطفين - قادمين من أحياء قربان والعوالي - من المشاركة في المشاجرة التي تتكرر في نفس التوقيت من كل عام، وقد طالت الحجارة التي تراشقها الطرفان زجاج المركبات الرسمية والخاصة وتسببت في جرح عدد من رجال الأمن والمواطنين الذين نقلوا للمستشفيات القريبة من الموقع كمستشفى الدار، وقال الناطق الأمني في شرطة المنطقة العميد محسن الردادي: "أنه في مساء أمس الخميس قامت مجموعة من الشباب بأعمال شغب وتراشق بالحجارة مما نتج عنه تهشيم زجاج بعض السيارات الواقفة بالحي وتعرض بعض الأشخاص إلى إصابات بسيطة تدخلت على إثرها الجهات الأمنية وقامت بتفريق المتشاجرين وفض التجمهر وتم التحفظ على مجموعة من الطرفين ممن قاموا بالشغب وما زالت التحقيقات جارية معهم". وأكدت مصادر أن عددا من الجرحى - من الطرفين - رفضوا نقلهم للمستشفيات ومرضوا منزلياً، بينما تم استدعاء عشرات المركبات التابعة للهلال الأحمر والشؤون الصحية والتي نقلت أعدادا بسيطة سقطت بسبب الإعياء أو جراء إصابات متوسطة، وشددت المصادر ذاتها على أن رجال الأمن أحكموا قبضتهم على عدد من طرفي الصراع ممن أذكوا الفتنة بين أبناء الحي الواحد وتم نقلهم بالحافلات إلى التحقيق والاستجواب في مخفري شرطة قباء والفيصلية تمهيدا لإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بهدف عرضهم على العدالة وإغلاق الملف الشائك، وطالبت مصادر مطلعة الجهات المعنية بإغلاق بعض المواقع الإلكترونية التي دأبت على التحريض بين الطرفين في أوقات معينة من خلال ربطها التاريخي بين أحداث عفا عليها الزمن والمطالبة بالثأر من الأحفاد.. تحت شعارات تؤجج الخلاف خدمة لجهات مشبوهة تستهدف زعزعة الاستقرار في بلد الأمن والأمان، وقد انساق لهذه الشعارات المليئة بالحقد والثأر عدد من شباب الحي المتحمسين الذين ارتدوا ثيابا "سوداء اللون" واقتحموا بعض الأبواب وأثاروا الرعب في نفوس الأهالي مما استدعى مقاومتهم وإبلاغ الجهات الأمنية التي ظلت مرابطة في الحي حتى ساعات الفجر.