تدخلت قوة الطوارئ الخاصة في المدينةالمنورة في وقت متأخر من مساء أول من أمس للسيطرة على حالة من الشغب اندلعت فصولها في منطقة قباء، واستمرت أكثر من ساعتين، اضطرت خلالها القوة إلى إطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء فضلا عن الاستعانة بالعبوات المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين، وذلك لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. ووفقا لمعلومات حصلت عليها "الوطن"، فإن الحادثة بدأت حينما وقعت مشاجرة بين مجموعة من الشبان إثر خلافات بينهم، سرعان ما تطورت واتسعت رقعة المشاركين فيها، فيما استخدمت خلالها العصي والحجارة، الأمر الذي نتج عنه تهشم العديد من سيارات المواطنين التي كانت متوقفة في الحي، إضافة إلى 12 دورية أمنية. وإثر الحادثة، باشرت دوريات الأمن الموقع حيث بذلت جهودا مضنية لتطويق المكان الذي وقعت فيه المشاجرة، فيما اضطرت الجهات الأمنية إلى إغلاق طريق قباء أمام المركبات في إجراء احترازي، غير أن الأعداد الكبيرة التي اشتركت في أعمال الشغب دفعت بالجهات الأمنية إلى الاستعانة بقوة من الطوارئ الخاصة، التي باشرت على الفور تفكيك بؤر التجمعات وتفريق المتجمعين، مستخدمة في ذلك العبوات المسيلة للدموع. ومنذ الساعات الأولى للحادثة، احتشدت في المنطقة المتاخمة لمسجد قباء العديد من المركبات والآليات الأمنية، فيما تواجد في المكان عدد من القيادات الأمنية يتقدمهم مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة، ومدير الأمن الجنائي بالشرطة، ومدير دوريات الأمن إلى جانب عدد من القيادات الأمنية المختلفة. وكشفت مصادر ل"الوطن" أن إجمالي المقبوض عليهم إثر الحادثة بلغ نحو 11 شابا، تم التحفظ عليهم وإحالتهم إلى الأقسام الجنائية، للتحقيق معهم ومعرفة تداعيات الحادثة، فيما بلغ عدد المصابين الذين أصيبوا في الحادثة 4 شبان كانت إصاباتهم طفيفة، ونتجت عن رشق الحجارة من قبل المتعاركين، حيث غادروا المستشفى بعد أن تلقوا العلاج اللازم. ولليوم الثاني، ما تزال آليات الأجهزة الأمنية ترابط في باحة مسجد قباء، استعدادا لأي طارئ، فيما كثفت دوريات الأمن تواجدها في الأحياء المطوقة لمسجد قباء كإجراء احترازي. يذكر أن الحادثة التي شهدها الحي لم تكن الأولى فقد سبق أن باشرت الجهات الأمنية في الأشهر المنصرمة حوادث مماثلة، غير أن حادثة أول من أمس جاءت مختلفة عن سابقاتها، حيث رجح البعض أن أعداد المتعاركين وصل إلى نحو 200 شخص تقريبا. إلى ذلك، ذكرت شرطة المدينةالمنورة في بيان لها عقب الحادثة أن مجموعة من الشباب قاموا بأعمال شغب وتراشق بالحجارة في حي العصبة القريب من مسجد قباء؛ مما نتج عنه تهشيم زجاج بعض السيارات الواقفة بالحي، وتعرض بعض الأشخاص لإصابات بسيطة نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج.
