شهدت حارة العصبة، الواقعة جنوب غرب مسجد قباء، في المدينةالمنورة مساء الخميس، أحداث شغب بدأت بعد صلاة المغرب، وتطلبت تدخلاً أمنياً مكثفاً، نجح في فك صدامات نتجت منها إصابات عدة، بعضها خطرة. وأشعلت مشاجرة بين مجموعة من المراهقين فتيل الشجار الذي تزامن مع إحياء ليلة عاشوراء. وترددت أنباء عن احتجاز 36 شخصاً من طرفي الصدامات، وتهشيم زجاج 11 سيارة. وفيما ذهبت مصادر إلى أن الحارة شهدت أجواء مشحونة طوال الأيام الأربعة الماضية، بين عدد من السكان وزوار إحدى المزارع، الأمر الذي دعا الأجهزة الأمنية السعودية للتدخل لأخذ تعهدات خطية من المجموعتين، أكد عدد من السكان أن المشاحنات تطورت إلى صدامات اقتُحِم خلالها عدد من المنازل، كما هشمت مركبات، ما أوقع إصابات وأضراراً مختلفة. «وسكنت الأمور بعد تدخل القوات الأمنية التي طوقت المنطقة كاملة والأجزاء المتاخمة لها أيضاً، إلا أنها لم تخل من تراشق بالحجارة وعدد من الاشتباكات المتقطعة». ودوّت صافرات المركبات العسكرية وسيارات الإسعاف في طرقات المدينةالمنورة التي شهدت زحاماً شديداً. وعلى رغم إعلان الاستنفار في «مستشفى الأنصار» في المدينةالمنورة بعد تخصيصه لاستقبال المصابين، لم يكشف المعنيون بالشؤون الصحية في المدينةالمنورة عدد المصابين، إلا أن عدداً من شهود العيان قالوا إن المستشفى الذي منع الدخول إليه استقبل ضحايا عدة بدوا في حال حرجة نتيجة لاعتداءات بآلات حادة وأسلحة بيضاء. وذكرت مصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على مجموعة من الشجارات والاشتباكات التي انتقلت من داخل حارة العصبة إلى مناطق متاخمة لها (العوالي وشوران). غير أن المتحدث باسم شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي شدد، في تصريحات إلى «الحياة»، على أن التدخل الأمني جاء بغرض فرض النظام بالقوة، لافتاً إلى إحالة عدد من الأشخاص إلى التحقيق. ولمح الردادي إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة. وذكر أن قوات الأمن لا تزال موجودة في مواقع الاشتباكات لاحتياطات أمنية بعد نجاحها في السيطرة على الأوضاع التي وصفها ب «المستقرة». وعزا الردادي الاشتباكات التي نتج منها تهشيم زجاج مركبات عدة وإصابة أشخاص بجروح متفاوتة إلى «شجار شبان».