نفى مدير الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطايفي أن تكون كاميرات المستشفى معطلة لحظة اختطاف رضيع من المستشفى أمس الأول، وبرأ المستشفى من مسؤولية اختطاف الطفل من جوار والدته. وجزم بالقول «كاميرات المستشفى لم تكن معطلة لحظة الحادثة، وزودنا الجهات الأمنية بتسجيلات من كافة كاميرات المستشفى، وسلمنا ملف القضية وتتولى التحقيق في الحادثة بمفردها». ورغم مضي 30 ساعة، فشلت كل الجهود في استعادة الطفل المختطف ومثلت رواية الأم الدليل الأبرز في تحديد مكان اختطاف الطفل، حيث كانت الأم استنجدت بالممرضات بعد لحظات من تسلل امرأة سوداء بدينة إلى غرفة الملاحظة وحملت مولودها واختفت عن الأنظار. ميدانياً، أوقفت الجهات الأمنية عمليات التفتيش التي أخضعت لها كافة المراجعين أول أمس، فيما شددت إدارة المستشفى على إجراءات زيارة المراجعين وطلبت من الحراس التثبت من هويات المرافقين للمرضى. واكدت مصادر مطلعة تفيد بسحب دم الأطفال الرضع في الحضانة بعد ساعات من اختطاف الطفل للتأكد من عدم اصطحاب سيدة للطفل ظناً منها أنه مولودها، ولقطع الشكوك حول احتمال أن تكون الخاطفة بدلت خطأ المولود مع طفل آخر في حاضنات الأطفال في المستشفى. واصطحب رجال أمن وممثلون من إدارة المستشفى والد الطفل للتعرف على أطفال مواليد مجاورين لأمهاتهم في أقسام وغرف المستشفى إلا أن كافة الإجراءات التي اتخذت لم تمكن الجهات المعنية من الوصول إلى الطفل المختطف حتى ظهر أمس. وتعتزم أسرة الطفل تقديم شكوى إلى وزارة الداخلية وإمارة المنطقة لمحاسبة المتسببين في فقدان الطفل من مستشفى حكومي بعد ساعات من ولادته، واتهم عبدالله المزيني (عم الطفل المختطف) في حديثه إدارة المستشفى بالإهمال، كاشفاً بأن الممرضات يتحدثن عن أن الخاطفة طبقاً للمواصفات التي أدلت بها أم الطفل كانت تجول في المستشفى في الليلة التي سبقت تنفيذها عملية الاختطاف، وأضاف أن الخاطفة تنقلت بين عدة غرف داخل المستشفى دون أن يتنبه لها أي من الممرضات أو العاملين في المستشفى، حيث غافلت الممرضات عند الفجر واختفت عن الأنظار وبيدها الطفل الرضيع. وذكر أن الشكوى ستتخللها المطالبة بتشكيل لجنة لمحاسبة كل من تورط في تهريب الطفل واستدعاء كل العاملين أمس الأول وإخضاعهم للتحقيق حول كيفية مرور خاطفة سوداء البشرة بابن أخيه، مبيناً أن الطفل تم تسليمه إلى والدته بعد أن أفاقت من التخدير المرتبط بعملية الولادة القيصرية التي خضعت لها، كما أشار بأن جدة الطفل التي كانت مرافقة لابنتها أثناء الولادة تم استجوابها واستجواب الأم ووالد الطفل عدة مرات للوصول إلى كل المعلومات المتعلقة بحادثة الاختطاف. وخلص إلى القول إنه تم الاشتباه بطفل في نقطة تفتيش على مدخل المدينةالمنورة إلا أنه تبين لاحقاً أنه ليس المولود المختطف. إلى ذلك، زار مدير عام صحة المدينة الدكتور عبدالله الطايفي والدة الطفل المفقود للاطمئنان على حالتها ومتابعة الوضع عن كثب بعد عودته من اجتماع في مقر الوزارة بالرياض لمناقشة الخدمات الصحية المتعلقة بالمنطقة مع مسؤولين في الوزارة، ورافقه مساعد مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد صالح القرافي ومدير مستشفى الولادة والأطفال الدكتور علي المحمدي، حيث عقد اجتماع ثلاثي تم خلاله مناقشة قضية اختفاء المولود، بناء على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بإجراء تحقيق عاجل مع كل الأطراف للوصول إلى الطفل المختطف بأسرع وقت، كما باشر فريق من الاختصاصيين النفسيين تهيئة والدة الطفل بعد فقدانها فلذة كبدها. المتحدث الرسمي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي أكد أن سلطات الأمن أوقفت إجراءات التفتيش على المركبات أمام البوابة الرئيسة للمستشفى منذ صباح أمس، مؤكداً في الوقت نفسه أن إجراءات البحث عن الطفل ما زالت متواصلة من قبل جهات الاختصاص، وأن المحققين يتولون حالياً جمع المعلومات المتعلقة باختفاء الطفل منذ فقدانه. وشدد على أن سلطات الأمن والفريق الذي يباشر الحالة يؤدي دوره على أكمل وجه، واعداً بإصدار بيان تفصيلي يروي ملابسات كل ما حدث وما صاحب عملية الاختطاف. تدخل حقوقي وفي السياق ذاته، زار وفد من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ظهر أمس والدة الطفل في المستشفى لمواساتها وإعداد تقرير عن الحادثة، والالتقاء بإدارة المستشفى، وقال عضو الجمعية الدكتور محمد سالم العوفي إنه أوفد لجنة تضم عضوتين وعضواً من حقوق الإنسان للوقوف على ملابسات اختفاء الرضيع من مستشفى النساء والولادة والأطفال بعد ساعات من ولادته. ( وقد نشرت صحيفة الاصيل في عددها السابق واقعة اختطاف الطفل)