أكد بدر سليمان المزيني، والد الطفل المختطف من داخل مستشفى النساء والولادة والأطفال في المدينةالمنورة فجر السبت الماضي، أن سلطان الأمن تواصل التحقيق في قضية احتطاف مولوده، وأشار إلى أن من نفذ عملية الاختطاف كانت سيدة انتحلت شخصية مشرفة في قسم التوليد دخلت غرفة زوجته أربع مرات وتحدثت إليها قبيل تنفيذ عملية الاختطاف. وقال المزيني، الذي طغت عليه مشاعر الأسى حزنا على فقد مولوده الذي أطلق عليه اسم (أنس) بعد أن كانت والدته المكلومة تريد تسميته (أحمد)، إنه قدم شكوى بواسطة برقية إلى وزارة الداخلية، طلب فيها تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في هذه الواقعة وتحديد المسؤولية ومحاسبة المقصر، وشكاوى مماثلة إلى وزارة الصحة وإمارة منطقة المدينةالمنورة. وزارة الصحة تتفرج واتهم المزيني وزارة الصحة بالتقصير في التعامل مع الحادثة، وقال: «حتى هذه اللحظة لم أتلق أي اتصال أو حتى كلمة مواساة من وزارة الصحة واقتصر الاهتمام على مسؤولي القطاع في المنطقة، فيما تلقيت اتصالات من أناس لا أعرفها ومن أشخاص لا أعرفهم من أمريكا ومن المغرب لمواساتي». فشل الحراسات وانتقد المزيني الحراسات الأمنية داخل المستشفى ووصفها بالسيئة وقال: «في الأسواق لا يمكنك أخذ قطعة ملابس ما لم تدفع حسابها مع وجود أجهزة إنذار موصلة بحلقات معدنية في كل قطعة ملابس، ولكنك تستطيع الآن أن تدخل وتخرج من المستشفى دون أن يعترضك أحد، وكان من المفترض أن تكون هناك كاميرات تحصي أعداد السيارات التي قدمت وخرجت من المستشفى لحظة الحادثة، فجميع المقاطع التي رصدتها الكاميرات كانت جميعها مشوشة وغير واضحة، حتى هذه الكاميرات لا تغطي جميع مخارج المستشفى». غفوة قاتلة وعاد والد الطفل المختطف ليروي تفاصيل الواقعة، فقال: «أجريت العملية القيصرية التي حددها الطبيب الاستشاري مسبقا في موعدها عند الساعة التاسعة من صباح السبت الماضي، وبعدها نقلت أم الطفل إلى غرفة التنويم، وبعد صلاة الفجر غفت أم أنس ووالدتها (جدة أنس) مدة تتراوح بين 25 إلى 30 دقيقة، وفي هذه الأثناء غافلتهما الخاطفة وتسللت إلى الغرفة وأخذت الطفل من حاضنته وهربت، وذلك بعد أن دخلت الغرفة أربع مرات متتالية». ويؤكد أن كل الشكوك كانت تحوم حول امراة سوداء بدينة كانت تجوب مرافق قسم التوليد، وترددت على الغرفة أربع مرات خلال ساعات، وبعد حادثة الاختطاف اختفت تماما، ويؤكد ذلك ما ذكره الممرضات حول وجود امرأة بهذه المواصفات يؤكد هذه الشكوك. النوم لساعتين خلال 3 أيام ووصف الأب حالة الأم النفسية بأنها سيئة جدا، «لم تنم طوال الأيام الثلاثة الماضية سوى ساعتين، وعلى فترات متقطعة، حزنا على فراق ابنها الذي حملته في أحشائها تسعة أشهر»، وقال إنه شاهد أكثر من 30 طفلا ولدوا قبل وأثناء وبعد الحادثة، في محاولة للتعرف إلى ابنه من بين هؤلاء الأطفال، إلا أن نتائج تحليل الدم جاءت غير متوافقة بينه وزوجته وبين الأطفال، ويؤكد «أنس الذي لا تزال صورته ترتسم في مخيلتي لم أعد أشاهده واقعا ملموسا». وأضاف بأنه أبلغ الجهات الأمنية. مقاطع مشوشة للكاميرات وكان والد الطفل المختطف، التقى أمس مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني ومدير المستشفى الدكتور علي المحمدي، وقدما له العزاء وطرحا عليه بعض الأسئلة، وأكد لهما استبعاد أي احتمال بوجود خلافات بين أفراد أسرته أو أي من أقربائهم، وأنه لا يتهم أحدا بالضلوع في مصيبته، واكتفى بالقول: «يتبادر إلى ذهني أمنية أن أعرف مصيره ولو كان ميتا؛ لأننا حينها سنتعذب مرة، ولكن بخطفه سنتعذب ألف مرة». واستعطف المزيني خاطفي أنس امرأة كانت أم عصابة مناشدا إياهم بإعادته إلى أحضان والديه، وقال بأن الجهات الأمنية قدمت حتى الآن ما يمكن من إجراءات للوصول إلى طفله، لكن كل الدلائل تشير إلى أنها جريمة خطف خطط لها مسبقا، وأكد أن مشاركة وسائل الإعلام له في مصيبته رفعت من معنوياته وخففت من أحزانه. وكان المتحدث الرسمي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي أبلغ «عكاظ» باختطاف رضيع من المستشفى، مؤكدا في الوقت نفسه أن إجراءات البحث عن الطفل ما زالت متواصلة من قبل جهات الاختصاص، وأن المحققين يتولون حاليا جمع المعلومات المتعلقة باختفاء الطفل منذ فقدانه والتحقيق في القضية، واعدا بإصدار بيان تفصيلي يروي ملابسات كل ما حدث وما صاحب عملية الاختطاف. عكاظ