أجمع وزراء داخلية عرب، مسؤولون، وخبراء أمنيون على جهود المملكة الأمنية في مواجهة الإرهاب والتصدي لمخططات مايسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي، وتعاونها الوثيق مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، على أنها ناجعة آتت أكلها، بل تجاوزت الحدود إلى بلاد لها باع طويل وإمكانات فاعلة حتى في أوروبا. تأكيدات الوزراء، المسؤولين، والخبراء العرب تزامنت مع إعلان وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتف أن الأجهزة السعودية نبهت نظيراتها الأوروبية قبل أيام من تهديد إرهابي سيطال بعض دول القارة الأوروبية وخصوصا فرنسا، مصدره مايطلق عليه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من الأراضي اليمنية منطلقا لاستهداف أمن المملكة. تحذيرات سعودية وأقر الوزير الفرنسي بالقول: «قبل بضعة أيام تلقى الأوروبيون رسالة جديدة من الأجهزة السعودية تفيد بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يتحرك، من دون شك أو ينوي أن يتحرك، وأن هذا التحذير يشمل القارة الأوروبية وخصوصا فرنسا». حيث ان من مصادرها أن المملكة قدمت معلومات ومؤشرات مهمة لدول من بينها بريطانيا والهند، محذرة من أعمال إرهابية في تلك الدول، استشعارا منها لمسؤولياتها وريادتها في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، وهي التي استضافت أول مؤتمر عالمي لمكافحة الإرهاب، ودعت إلى إنشاء مركز دولي لمكافحته بمشاركة كل الدول. وأبلغ المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ، أن المملكة كدولة تؤكد على أهمية تبادل المعلومات الأمنية بين المعنيين لديها لمكافحة إرهاب تنظيم القاعدة وإفشال مخططاتها الإجرامية. واكد وزراء داخلية الكويت الشيخ جابر الخالد الصباح، وزير الداخلية العراقي جواد كاظم البولاني، اليمني اللواء مطهر رشاد المصري، واللبناني زياد بارود على الدور غير المسبوق للأجهزة الأمنية السعودية في محاربة الإرهاب وتعاونها الإقليمي والدولي للقضاء على هذه الظاهرة، وإحباط مخططات الإرهابيين، ليس على مستوى المملكة، بل على مستوى العالم. ورأى الشيخ جابر الخالد الصباح أن المملكة باتت تلعب دورا محوريا في الحرب على الإرهاب وإبطال مخططاته الإجرامية، فيما أشار نظيره العراقي إلى نجاح المملكة في الحرب على هذه الآفة، ويقظة أجهزة أمنها لتحقيق نجاحات يعتد بها في التصدي لمخططات القاعدة. وأثنى وزير الداخلية اليمني على التعاون الأمني بين المملكة واليمن في محاربة الإرهاب من خلال التنسيق وتبادل المعلومات، إذ أن هذا التعاون في أفضل مصافاته على اعتبار أن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ. كما امتدح الوزير اللبناني كفاءة وقدرة ومهنية أجهزة الأمن السعودية في مكافحة الظاهرة، وتعاونها مع جميع الدول في هذا الصدد. ومن اليمن، قال رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ومحافظ صنعاء نعمان دويد ومحافظ مأرب ناجي الزايدي إن المملكة أصبحت لاعبا رئيسا في الحرب على الإرهاب على المستوى العالمي، الأمر الذي لا يستغرب من بلد أدت أجهزته الأمنية دورا كبيرا وجهودا جبارة في استئصال أذرع العنف والاعتداء على الآمنين، وإفشال مساعيها الجانحة التي تستهدف البشر ومصالحهم الحيوية، مؤكدين على التعاون التام والتكامل الأمني بين الرياض وصنعاء، والذي كانت نتائجه ماتحقق من نجاحات في اليمن في مواجهة عناصر ما أطلق عليه تنظيم القاعدة، واصفين التعاون الثنائي بالممتاز، وأنه حقق نتائج تكرس استقرار البلدين، ذلك أن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ، وأن مايمس أمن المملكة يمس أمن اليمن والعكس. وأعلى خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب من شأن المسؤولية الكبرى التي تضطلع بها المملكة تجاه تغييب الظاهرة التي أخذت طابع العالمية، وتقتضي تعاون المجتمع الدولي بأسره، بوصفها خطرا يهدد الأمن والسلام. وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر في معرض تعليقه على ماذكره الوزير الفرنسي: «إن ماتحدث به وزير الداخلية الفرنسي يؤكد مجددا يقظة منظومة الأمن السعودي، ودقة المعلومات التي يمتلكها. كما أنها تجسد عملية الاستشعار عن بعد والربط بين بعض القضايا. ولاشك أن المملكة حذرت من احتمالات وقوع عمليات إرهابية، رغم صعوبة تحديد المواعيد الزمنية لأوقات وقوعها. لكن المملكة وفرت مؤشرات واضحة المعالم وكافية بأن عملا إرهابيا وشيكا سيقع». وبين أن الرياض تتعاون مع الجميع لمكافحة الإرهاب باعتبارها أكثر الدول تأثرا من الأعمال الإرهابية، ولذلك تعاونت مع الكل، مستحدثة إدارة خاصة للتعاون الأمني الدولي، ووضعت كل المعايير المهمة في هذا الإطار من خلال الاتفاقيات الجديدة مع الصين والاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر فيها مكافحة الإرهاب جزء أساس من تلك المبرمة؛ لأن الإرهاب أصبح ظاهرة دولية من أندونيسيا إلى المغرب وموريتانيا». وأكد ابن صقر أن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب فكرة عظيمة، غير أن كثيرا من الدول لا تستشعر أهميته إلا في هذه المرحلة التي بدأت تلك البلدان تتعرض لتهديدات إرهابية. وأضاف: «كان بإمكان المركز الدولي لوكان قائما لكان وفر الكثير على دول شمال أفريقيا التي بدأت تستشعر عندما اجتمعت دول شمال أفريقيا وغربها بعدما أصبحت منطلقا لعمليات القاعدة». ويؤكد الخبير في مكافحة الإرهاب اللواء متقاعد الدكتور سالم البراق على أن المملكة باتت اليوم تشكل تأثيرا فاعلا وتضطلع بدور فاعل، ليس على المستوى المحلي أو الإقليمي، بل تجاوزت كل تلك الأطر حتى بلغت مستوى العالمية. وما ذكره وزير الداخلية الفرنسي يتناغم والواقع الذي تؤديه المملكة في حربها على الإرهاب. وشدد البراق على الكفاءة العالية والمهارات الفريدة التي ظهرت بها أجهزة الأمن السعودية في حربها على القاعدة عملياتيا ومعلوماتيا، ما جعل معظم دول العالم تنظر إلى تجربة المملكة بإعجاب وانبهار. تلك التجربة التي تقوم على المصداقية، الاحترافية، والمهنية العالية التي أجهضت وقوع أكثر من مائتي عملية إرهابية داخل المملكة خلال السنوات الماضية.