ظروفهم مختلفة وأسبابهم متعددة، فمنهم من أتى متحمسا بعدما بلغ السن القانونية، وآخرون أجبرهم وضعهم الأسري على امتلاك رخصة القيادة، بينما كان حب اتباع النظام والتقيد به سبب تواجد البعض الآخر، وهناك من قاده سجله اللا محدود في عدد قسائم المخالفات المرورية وراء سعيه للحصول على تصريح القيادة. هؤلاء وغيرهم ممن وجدوا أنفسهم يتوجهون إلى مدرسة تعليم قيادة السيارات في جدة يجمعهم في النهاية هدف واحد هو الحصول على رخصة القيادة. الارتباك يحرمني ضحكة مجلجلة أطلقها ياسر سعيد المرحبي (40 عاما)، ثم قال: صحيح أنا متقدم في العمر وسبب تأخري في الحصول على الرخصة هو الارتباك إذا وقفت أمام أحد يختبرني في القيادة، وهذا ما جعلني أرسب أربعة مرات، حتى أنه في آخر مرة دخلت كدت أصعد بالسيارة فوق الرصيف، مع العلم أنني سائق ممتاز ودربت أبنائي على القيادة. مللت القسائم وأجبرت كثرة القسائم محمود الروقي (26 عاما)، على المجيء بحثا عن رخصة تؤهله لقياد المركبة، ولسان حاله يقول: لا أدري سبب تأخري في الحصول على رخصة القيادة رغم أنني ساعدت من قبل أصدقائي على الحصول عليها. التقيد بالنظام في حين يقول وليد عبد الرحمن الهذلي (26 عاما)، أنا سائق جيد وأتولى مسؤولية أسرتي عموما، ورأيت أن أتقيد بالنظام أثناء قيادة السيارة خارج نطاق المدينة وحتى في داخلها، حتى اضمن لنفسي الابتعاد عن شبح القسائم المرورية. مطلوب تصريح ويختلف الوضع مع إبراهيم الزهراني (17 عاما)، فالنظام لا يسمح له بالحصول على رخصة قيادة، ومسموح له الحصول على ترخيص حتى بلوغه 18 عاما، وهنا يقول: سفر السائق الخاص بأسرتنا أجبرني على المجيء والتقديم للحصول على رخصة قيادة حتى أتنقل بأسرتي في أمن بعيدا عن أية مشكلات قد تحدث بسبب مخالفتي لنظام القيادة المرورية لعدم حملي رخصة سير للمركبة. حادث مروري ويشاطره الرأي علي فهد بخاري (21 عاما) قائلا: بلغت من العمر ما يمكنني من الحصول على الرخصة، إلا أنني وبصراحة كنت متخوفا جدا من قيادة السيارة بعدما شاهدت حادثا بشعا، إلا أن أسرتي أصرت على حصولي على رخصة القيادة وتجاوز مخاوفي، خصوصا أن ميزانيتي الشهرية في كثير من الأحيان تتأثر بسبب كثرة استخدامي لسيارات الأجرة، إضافة إلى المعاناة المترتبة في الذهاب والعودة من المدرسة لإخوتي وأخواتي، ولولا أن أسرتي تمكنت من إقناعي بضرورة الحصول على رخصة القيادة لما حضرت إلى هنا. قسائم متراكمة ويشير مصطفى محمد عبد العالي (27 عاما)، إلى أنه يقود السيارة منذ سنوات ويستخدمها سيارة أجرة لنقل الركاب خارج وقت الدوام خصوصا أن راتبه لا يفي بكل احتياجات أسرته، ناهيك عن الديون والإيجار المتراكم عليه، ولهذا يستغل فترة ما بعد الظهيرة للعمل سائقا، حيث يقول: أحيانا أتولى نقل معلمات الدوام المسائي ومحو الأمية وبعض الطالبات، وفي الإجازات أنقل الركاب من جدة إلى مكة أو الجموم أو حتى ثول ورابغ، وبما أنني لا أحمل رخصة قيادة حصلت على مخالفات كثيرة لا حصر لها فقررت استخراجها، لكن هم القسائم يطاردني، وهو الذي يحول دون حصولي على رخصة قيادة، وهو السبب نفسه الذي يجعل البعض يتردد في حصوله على رخصة قيادة نظامية، في حين لو سمح لنا بالحصول على رخصة القيادة لربما تمكنا من جمع مبالغ القسائم المسجلة علينا وسددنا قيمتها.