قدم د.محمد العلي "المستشار في التنمية البشرية "ما يمكن اعتباره تجارب حية لبيان قدرة "الحرية النفسية" على علاج المشاعر والعادات السلبية، مؤكدا أن هذه التقنية غير قابلة للفشل إذا ما طبقت بشكلها السليم وفي إطار مناسب بعيدا عما سماه "التلوث الطاقي". وعاين متابعو برنامج "الشاهد" على فضائية "دليل"، كيف نجح المستشار محمد العلي في تخفيف حدة مشاعر الخوف من المرتفعات والعصبية الزائدة والشراهة للتدخين لدى ثلاثة شبان، داعيا الجميع إلى تطبيق تقنية الحرية النفسية على مختلف مشاكلهم، ورؤية نتائجها قبل الحكم عليها. وعرّف المستشار بتقنية الحرية النفسية (EFT) قائلا إنها أسلوب مماثل للعلاج بالإبر الصينية لكن دون استخدام الأبر، كما إنها مشابهة للتنويم الإيحائي مضافا إليه العلاج بمسارات الطاقة، حيث تختزن أجسام البشر طاقة كهربائية تمر عبر مسارات معينة ولها نقاط التقاء، هي التي يتم التركيز عليها في تطبيق EFT"". وبما أن جميع المشاكل النفسية ناجمة عن اضطراب مسارات الطاقة، فقد رأى أن العلاج مرتبط بإعادة تلك المسارات إلى اتجاهها الصحيح وإزالة الانسدادات التي يمكن أن تعتريها. وانتقل المستشار مع مشاهديه لتطبيق تقنية EFT"" خطوة خطوة، ابتداء من تدليك المنطقة الواقعة فوق الثدي الأيسر (منطقة الألم)، مرورا بتحديد المشكلة والاعتراف بها وتقبلها. بعد ذلك تأتي المرحلة الأهم من خلال التربيت على عدد من نقاط التسلسل، مترافقا مع ترديد عبارة "رغم أنني أعاني من مشكلة كذا (التدخين مثلا)، إلا أنني أتقبل نفسي تماما وبعمق"، حيث نربت أولا على حرف الكف (منطقة الكاراتيه)، ثم نتبعه بمنطقة التقاء الحاجبين، فالجانبين الخارجيين للعينين، يليهما المنطقة الواقعة تحت العينين قبل الانتقال إلى ما تحت الأنف وما تحت الشفة، وصولا إلى الترقوة (أعلى الصدر)، نزولا إلى تحت الإبط، ومنه إلى حواف أصابعنا الخمس عدا البنصر، قبل اختتام التطبيق بالتربيت على المعصم ثم أعلى الرأس. ونبه المستشار العلي إلى أن "التلوث الطاقي" عامل مؤثر في الحصول على النتائج المرجوة، ولذا ينبغي تغيير مكان التطبيق حالما لا نجد أثرا مباشرا، معتبرا أي هبوط في نسبة معاناتنا من المشكلة دليلا على نجاح التقنية، شرط أن نكون قد حددنا مسبقا درجة تلك المعاناة برقم دقيق، يتراوح بين 1 و10 درجات. واستذكر كيف كانت دورات الدكتور حمود العبري حافلة بالتطبيقات العملية على إزالة الخوف من الثعابين، إلى درجة أن الأشخاص الهلعين كانوا يحملون الثعابين بأيديهم وقد تلاشى الرعب من صدورهم، وهذا غيض مما قدمه الدكتور حمود بصفته رائد تقنية الحرية النفسية في المملكة. ورغم كل التجارب التي أجراها والنجاحات التي حققها، فقد حذر المستشار العلي المشاهدين من اتخاذ EFT"" بديلا عن الأطباء والأدوية، فهي ليست إلا طريقة مساعدة للتخلص من المشاكل، غير أن ما يميزها سهولة وسرعة تطبيقها التي تقتصر على بضع دقائق.