اتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراره في شأن العمل العسكري ضد النظام السوري، وأعلن «قررت أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضد النظام السوري»، مبينا ان هذا القرار قد ينفذ غداً (اليوم) أو بعد أسبوع أو بعد شهر، وأكد «أننا سنحاسب الأسد من دون تفويض من مجلس الأمن». وقال أوباما أمس انه سيسعى «للحصول على تفويض لاستخدام القوة من الكونغرس»، مستدركا «لدي السلطة لتنفيذ ضربة عسكرية ضد سورية من دون تفويض من الكونغرس لكن ينبغي مناقشة الأمر». وأشار الى أنه يحترم آراء من دعوا الى الحذر في سورية معتبرا انه يجب على أمريكا ان تدرك تكاليف عدم القيام باي تحرك ضد نظام الأسد. وتوجه أوباما الى الشعب الأمريكي قائلاً «أعلم ان الشعب الأمريكي سئم من الحرب وانه لا يفكر في نشر قوات أمريكية على الأرض»، مؤكداً ان «الولاياتالمتحدة مستعدة لتوجيه ضربة في الوقت الذي تختاره». وطالب أوباما الكونغرس بالتصويت على عمل عسكري في سورية لحماية الأمن القومي الأمريكي، مضيفاً «سنستمر بالسعي لحل سياسي في سورية لكن لا نستطيع ان نغض النظر عما حصل في دمشق». ووصف الرئيس الأمريكي احداث الغوطة ب«أسوأ مجزرة بالسلاح الكيميائي في القرن ال21 ارتكبها نظام الأسد». من جهته، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل أمس إن أوباما أبلغه بأنه سيسعى للحصول على تفويض من الكونغرس باستخدام القوة قبل تنفيذ أي عمليات قتالية ضد سورية، في حين توقع جون بونر رئيس مجلس النواب والمسؤولون الجمهوريون مناقشة التفويض في التاسع من سبتمبر. مقابل ذلك حذر قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري من ان أي ضربة عسكرية تستهدف سورية ستؤدي الى ردود فعل تتجاوز الأراضي السورية. في غضون ذلك، قالت دمشق أمس انها تتوقع الضربة الغربية «في كل لحظة»، في وقت دخل مفتشو الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيماوية الاراضي اللبنانية صباح السبت قادمين من سورية. واعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي ان فريق المفتشين أنهى عمله في سورية الجمعة، وانه يعتزم اصدار تقرير «سريعا» بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيماوية في النزاع السوري. في هذه الأثناء رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة الاتهامات الامريكية الموجهة للنظام السوري باستخدام اسلحة كيماوية، معتبرا انها «محض هراء». وقال «بالنسبة لموقف زملائنا الامريكيين الذين يؤكدون ان القوات الحكومية استخدمت اسلحة كيماوية، ويقولون ان لديهم ادلة، حسنا، فليقدموا هذه الادلة لمفتشي الاممالمتحدة ومجلس الامن..واذا لم يقدموها فان ذلك يعني انه لا وجود لتلك الادلة». واعتبرت وزارة الخارجية السورية ان التقرير الذي نشرته واشنطن الجمعة عن «ادلة» جمعتها الاستخبارات الامريكية وتثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية بريف دمشق هو مجرد ادعاءات «كاذبة» و«بلا دليل». وقالت ان «ما قالت الادارة الأمريكية انها ادلة قاطعة انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق»، مؤكدة ان «كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هي كذب وعار عن الصحة». وكان مسؤول امني سوري أبلغ وكالة فرانس برس ان بلاده تتوقع «العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة». واضاف «سندافع عن شعبنا ووطننا بكل امكانياتنا وبكل ما اوتينا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد». وفي اشارة الى التصريحات الامريكية الاخيرة، قال المصدر ان «موقف الراي العام الغربي هو ضدهم .قضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة ولا تمت بصلة الى الاخلاق والقانون الدولي». على الصعيد ذاته، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية الصادرة باللغة العبرية ان الضربة العسكرية الأمريكية ضد سورية «ستنفذ هذه الليلة (ليلة السبت) أو الليلة القادمة (ليلة الاحد) على أبعد تقدير». وأضافت الصحيفة أنه ستستخدم في هذه الضربة «100 صاروخ توماهوك لضرب 50 هدفاً داخل الأراضي السورية». ونقلت الصحيفة عما نشرته قيادة الجبهة الداخلية في اسرائيل ان ما يزيد على %80 من الملاجئ في اسرائيل غير مؤهلة لضربة عسكرية سورية مضادة قد يستخدم فيها السلاح الكيماوي.