حسمت الولاياتالمتحدة أمرها وقررت المضي في التحرك مع بعض حلفائها لتوجيه ضربة عقابية للنظام السوري دون انتظار لتفويض من مجلس الأمن الدولي أو نتائج تحقيقات فريق خبراء الأممالمتحدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف العاصمة السورية دمشق. وحدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ملامح الضربة المتوقعة خلال أيام موضحا في بيان تلاه أمس أنها ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات برية على الأرض. وقال كيري إن بلاده تعول على حلفائها خاصة فرنسا والجامعة العربية واستراليا، معتبرا ان هذا التدخل العسكري سيكون بمثابة رسالة الى ايران وحزب الله اللبناني، حليفي النظام السوري. ووعد بعدم تكرار تجربة العراق حيث قال ان أجهزة استخباراتنا أجرت تقييما متأنيا واعادة تقييم للمعلومات المتعلقة بالهجوم الكيميائي في سوريا مضيفا لن نكرر ما حصل في العراق. وتابع ان أية خطوة تتخذها الولاياتالمتحدة ستكون معدة باحكام ولن تشبه بأي حال الغزو الامريكي لافغانستان والعراق أو تدخل واشنطن للمساعدة على الاطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. وقدم مبررات جمة للقيام بعمل عسكري محدود ضد سوريا مؤكدا انه لا يمكن أن تفلت دمشق من العقاب على جريمة ضد الانسانية. وقال إن هناك أدلة دامغة على تورط النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية بريف دمشق، مضيفا أننا نعلم من أين أطلقت الصواريخ المحملة بالكيماوي وفي أي توقيت. ونعلم كذلك أن كبار المسؤولين في نظام الأسد كانوا على علم بالهجوم. وأشار الى أن نظام الأسد يمتلك أكبر ترسانة أسلحة كيميائية في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن عدم الرد على الهجوم الكيماوي في سوريا سيؤثر على مصداقية الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية. يأتي ذلك في وقت ترأس الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس اجتماعا لفريقه للامن القومي لمناقشة استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية، فيما نشرت الادارة الأمريكية تقييما استخباراتيا أعلنت فيه ثقتها الكبيرة بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية، في الهجوم الذي وقع في ضواحي دمشق وأدى إلى مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا. وأعلن أوباما قبيل قمة مصغرة عقدها مع رؤساء دول البلطيق أمس أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن سوريا لكنه تحدث عن عملية أمريكية محدودة لمعاقبة النظام السوري. وقال إن استخدام الأسلحة الكيميائية السورية يهدد الأمن القومي الأمريكي وإن العالم لا يمكنه أن يقبل بتعريض نساء وأطفال للغازات السامة. وانتقد عجز مجلس الأمن الدولي عن التحرك حيال سوريا بعدما عطلت روسيا صدور أي قرار مناهض للنظام السوري، مؤكدا أن العالم لا يمكن أن يبقى مشلولا أمام الوضع في سوريا. وأفاد البيت الأبيض في التقييم الاستخباراتي أن حكومة الولاياتالمتحدة تقيم بثقة عالية أن الحكومة السورية نفذت هجوما بأسلحة كيميائية في 21 أغسطس في ضواحي دمشف، وأن عنصرا يؤثر على الأعصاب استخدم في الهجوم، لافتا الى أن هذا التقييم يستند إلى معلومات. وشدد على أن مصادر مستقلة عدة تؤكد وقوع هجوم استخدمت فيه أسلحة كيميائية في ضواحي دمشق، وبالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية وثمة إفادات لعناصر تعمل في المجال الطبي السوري والدولي، وصحافيين وشهود عيان وتسجيلات فيديو وآلاف التقارير الإعلامية من ما لا يقل عن 12 موقعا في دمشق، وتقارير من منظمات غير حكومية عالية المصداقية. وأشار إلى أن احتمال تنفيذ المعارضة السورية الهجوم هو أمر غير وارد. وفي باريس اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان رفض مجلس العموم البريطاني القيام بعمل عسكري في سوريا لن يؤثر على رغبة فرنسا في التحرك لمعاقبة حكومة الرئيس بشار الاسد.