يبث التليفزيون المصري الآن برامج فكاهية, في الوقت الذي تشيع فيه جثامين أكثر من 200 من أنصار الشرعية، اغتالتهم رصاصات قوات الأمن والبلطجة صباح اليوم. وتجاهل التليفزيون وقائع تلك المذبحة, وبث الأفلام والمسلسلات الفكاهية, ولم يتعرض لتلك الجريمة التي نددت بها بريطانيا وأدانها الاتحاد الأوروبي. وأوقفت الفضائيات الموالية لقادة الانقلاب يوم أمس عرض المسلسلات التي تعرض في رمضان لمتابعة الدعوة التي وجهها الفريق عبد الفتاح السيسي للشعب؛ لإعطائه تفويضًا بملاحقة المعتصمين والمتظاهرين السلميين. في غضون ذلك, أعلنت إعلامية بقناة النيل للأخبار التابعة للتلفزيون المصري الرسمي انشقاقها؛ لتعمده إخفاء الحقيقة. وقالت المذيعة سها النقاش (فيس بوك): "أعلن أنا سها النقاش المذيعة بقناة النيل للأخبار التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون أنني أتبرأ من المسئولية عن المحتوى الإخباري المقدم من خلال نشرات الأخبار في الساعات الأولى من صباح السبت 18 رمضان (الثانية والرابعة والسادسة صباحًا)، والذي يقتضي عملي تقديمه للمشاهدين على الشاشة؛ حيث لم تتوفر لهذا المحتوى الإخباري الحد الأدنى من الدقة أو التوازن أو المهنية الذي يكفل تقديم قدر كاف من المعلومات يعتمد عليه، تقدمه قناة مصرية عامة عن أحداث تقع على أرض مصر". وأضافت: "وأنا إذ يحزنني كثيرًا أن أتبرأ من محتوى إخباري يقدم على شاشة قناة النيل للأخبار، القناة التلفزيونية المصرية الوحيدة التي تقدم الأخبار على مدار 24 ساعة". وشددت الإعلامية المنشقة عن التلفزيون التابع لحكومة الانقلاب: "اليوم وبينما تمر مصر بمحنة يلعب فيها الإعلام دورًا حاسمًا، وددت أن يكون إعلاني هذا نداءً ينبه إلى الاحتياج الملح - الآن أكثر من أي وقت مضى - لأنْ يكون في مصر إعلام إخباري يوفر القدر الضروري من المعلومات للمشاهد بأكبر قدر من المهنية والتوازن، مستمدًا أولوياته من المصلحة الوطنية العليا لمصر".