أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس أحكاماً بالسجن والمنع من السفر على 14 سعودياً تتراوح بين 7 و 25 عاماً، إثر إدانتهم بالشروع في تنفيذ عمليات إرهابية ضد مجمعات سكنية يقطنها رعايا أجانب، وتسجيل أحدهم وصيته، تمهيداً لتنفيذ العملية، فيما سعى مدان آخر في سداد الديون المالية للأشخاص الذين تم تجنيدهم في الخلية، شريطة أن ينفذوا عملية انتحارية، بينما خان أحدهم الأمانة من شقيقاته وجمع مبالغ مالية منهّن، وسلم المبلغ لقائد الخلية. وبحسب صحيفة الحياة الدولية , أوضح قاضي الجلسة أن المتهم الثالث الذي يتزعم الخلية، الذي حكم عليه بالسجن (25 عاماً) والمنع من السفر بمدد مماثله لسجنه، ثبت عليه شروعه في تنفيذ عملية إرهابية تستهدف موقعا سكنيا للمعاهدين في المملكة، بعد شراء سيارات ذات مواصفات عالية، لاستخدامها في عملية التفجير، مشيراً إلى أن المتهم قام بتحديد عدد من المجمعات السكنية. وأضاف: «تلقى المتهم الثالث تكليفاً من قادة التنظيم القاعدة، يتضمن استهداف مبنى سكني يقطنه أجانب، حيث رصد مجمعين سكنيين من خلال دورانه حولهما، ورسم مخطط (كروكي) لهما، وتحديد مداخلهما ومخارجهما ومستوى الحراسة فيهما، تمهيداً لاستهدافهما بالتفجير عبر سيارات مفخخة». وقال القاضي إن المتهم الثالث اقترح على أحد المدعى عليهم استهداف موقع سكني في قاعدة خميس مشيط العسكرية، وجهز المتهم مكان إقامة الانتحاريين الذين سينفذون عملية التفجير، إضافة إلى تأمين من يخدمهم ويلي حاجاتهم التموينية. وأضاف: «أسهم المتهم في تجنيد عدد من الأشخاص في التنظيم، والإسهام في سداد الديون المالية التي يحملها كل شخص يريد أن ينفذ عملية انتحارية، حيث عُرضت فكرة العملية الانتحارية، وتم تشجيع البعض من المغرر بهم بأن هذه العمليات ستخدم مصالح التنظيم». وأشار قاضي الجلسة إلى أن المتهم الثاني الذي حكم عليه بالسجن (17 عاماً) والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، وفّر استراحة حتى يجهز من خلالها أعضاء الخلية السيارات المفخخة، وإيواء المجموعة التي ستنفذ العملية الإرهابية، ورصد التحركات حول الاستراحة للتأكد من سلامة وضعها الأمني. وأضاف: «خرج المتهم مع عدد آخرين إلى خارج المدن، للتدرب على صناعة القنابل والزحف على الرمال وحفر الخنادق والتسلل والإغارة، وكيفية صنع الصاعق والأكواع الحديدية المتفجرة وغيرها من الأساليب القتالية لأغراض مشبوهة». وذكر القاضي أن المتهم الثاني دعم التنظيم مادياً بعد أن خان الأمانة، وكذب على شقيقاته بأن هناك أسراً بحاجة إلى الأموال، وجمع منهن 6 آلاف ريال، وسلمها إلى قائد الخلية المتهم الثالث. وأضاف: «دعا المتهم عدداً من رفاقه للمشاركة في جمع التبرعات من المساجد، لأغراض مشبوهة وأعطى أحد عناصر الخلية، لتأمين لوازم رحلات التدريب على الأسلحة». ولفت القاضي إلى أن المتهم الرابع الذي حُكم عليه بالسجن 15 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، حضر اجتماعات مع عدد من المتورطين، من بينهم المطلوب 12 في قائمة ال19 أحمد ناصر الدخيل (قتل في مزرعة غضي في القصيم في آب (أغسطس) 2003)، واستمع إلى أفكارهم المنحرفة حول تكفيرهم النظام بزعم موالاته للكفار، ووجوب قتال الكفار في جزيرة العرب وتستره عليهم. وأضاف: «قام المتهم بعد الاجتماعات التي كان يحضرها برصد ومراقبة موقعين يقطنهما رعايا أجانب من حيث حركة السيارات دخولاً وخروجاً ومستوى الحراسات الأمنية وإعداد تقرير مكتوب بذلك وتسليمه إلى أحد المدعى عليهم، تمهيداً لاستهدافهما من الخلية الإرهابية، ثم أبدى استعداده لاحقاً للمشاركة في القيام بعملية انتحارية نحوهما». وقال القاضي إن المتهم السادس الذي حُكم عليه بالسجن 18 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، كفر حكام هذه البلاد، وأبد موافقته على المشاركة في عملية انتحارية ورصده وجمعه معلومات عن مواقع مستهدفة لتنفيذ الأعمال الإرهابية، نقل بسيارته أحد العناصر التي كانت ستشارك في العملية التخريبية، مشيراً إلى أن جلب السيارة المخطط استخدامها في العملية الإرهابية واقترح أن يخفيها أمام منزله، وجهّز أوكاراً لتدريب المشاركين في العملية. ولفت القاضي إلى أن المتهم السابع الذي حُكم عليه بالسجن 18 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، بحث عن شقة لتكون مقراً لمنفذي العملية المزمع تنفيذها، وتكليفه أحد المنحرفين فكرياً باستئجارها واستعداده لاستئجار مستودع لإخفاء المتفجرات والأسلحة التي سوف تستخدم في العملية، واستعداده للبحث عن ثلاث سيارات بحسب المواصفات المطلوبة من قائد الخلية لاستخدامها في العملية الانتحارية. وأضاف: «جنّد المتهم السابع أحد الشباب للقيام بعملية انتحارية لمصلحة التنظيم، وقام بربطه مع قائد الخلية، فيما حاول تجنيد شقيقه بعدما عرض عليه فكرة القيام بعملية انتحارية». وبين القاضي أن المتهم الثامن الذي حُكم عليه بالسجن 16 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة، رصد مجمعاً سكنياً في العمارية، لاستهدافها بالتفجير، وقام بالبحث عن استراحة مناسبة قريباً من الموقع، لاستقبال وإيواء أعضاء التنظيم الذين سينفذون العملية، وتستره على العملية الإرهابية على رغم معرفته بتفصيلات وأدوار أعضاء الخلية. وأضاف: «هيأ المتهم منزل أسرته لعمل تجارب في صناعة صاعق متفجر ومشاركته في ذلك».