أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس حكماً بالسجن والمنع من السفر بمدد تراوحت بين 5 و 8 أعوام على أربعة سعوديين لاعتناقهم المنهج التكفيري، وعرض أحدهم على أبنائه مقاطع تحض على القتال، فيما وصف متهم آخر في قضية منفصلة المحكمة ب«الجاهلية»، بعد رفضه تقديم جوابه على أدلة المدعي العام خلال ثلاث جلسات متتالية. وأوضح قاضي الجلسة التي عقدت أمس، أن المتهم حُكم بالسجن خمسة أعوام والمنع من السفر بعقوبة مماثلة لمدة سجنه، بحسب الإقرارات التي صادق عليها المتهم شرعاً من المحكمة خلال فترة التحقيق التي أجريت معه، فيما دين المتهم الثاني بالسجن 8 أعوام والمنع من السفر كعقوبة مماثلة لسجنه لاعتناقه المنهج التكفيري. وقال القاضي: «إن المتهم الثاني كفَّر حكومة المملكة ومن يعمل في القطاعات العسكرية، وكان مؤيداً لتنظيم القاعدة في المملكة عبر العمليات التي نفذها خلال الفترة الماضية، والتي استهدفت تفجير مجمعات سكنية ومنشآت أمنية»، مشيراً إلى أن المتهم كان يعرض على أبنائه مقاطع تحض على القتال، كما وصف المتهم الثاني الخطط التي قام عليها تنظيم القاعدة في المملكة ب«المقاتلين في سبيل الله»، واجتمع المتهم مع زملائه لدرس الكتب التكفيرية، والتلفظ بألفاظ نابية على شخصيات سياسية ودينية في المملكة. وأشار القاضي إلى أن المتهم الثالث حُكم عليه بالسجن 6 أعوام، فيما حكم على المتهم الرابع بالسجن 5 أعوام، ومنع كل من المتهمين من السفر كعقوبة مماثلة لسجنهما، لتسترهما على من اعتنق المنهج التكفيري، خصوصاً أن أحدهما كان يدرس كتب أبو محمد المقدسي. إلى ذلك، وصف متهم آخر في خلية ال86 الذي ادعى عليه بالمشاركة في تفجير مجمع المحيا السكني في 2003، وتشريك مركبات بالمتفجرات استخدم بعضها في حوادث إرهابية. وأجاب المتهم في رده على قاضي الجلسة بعد أن سأله عن مذكرة جوابه على ادعاءات ممثل الادعاء العام وهو: «ليس لدي أي جواب لكم، وقلتها لكم ثلاث مرات أنا أرفض المحكمة لأنها جاهلية»، فيما سلم ثلاثة متهمين من الخلية نفسها جوابهم على التهم التي وجهت لهم إلى قاضي الجلسة، وقرر القاضي إطلاق سراح أحدهم بكفالة، فيما طالب بناءً على اجتماع القضاة بالتريث في عملية إطلاق سراح اثنين ممن حضروا جلسة أمس. يُذكر أن الجلسة حضرها نائب السفير الأرلندي لدى المملكة، كون المتهم الذي وصف المحكمة ب«الجاهلية» قتل مصوراً يعمل في قناة ال«بي بي سي»، وأصاب زميله المراسل، وذلك بعد أن ترصد له بناء على توجيهات من زعيم التنظيم في المملكة (آنذاك) عبدالعزيز المقرن (قتل في الرياض في حزيران (يونيو) 2004).