طالب استشاري أسري النسوة الحاضرات في ملتقى أسري يُقام في مدينة الخبر ب«الرقص لأزواجكن، حتى لو رقصتن على أناشيد بلا موسيقى»، وحذرهن من اعتبار ذلك «عيباً أو حراماً»، وخصّ بنصيحته الزوجات اللاتي «يحب أزواجهن الرقص». وأقرّ الاستشاري الكويتي الدكتور أيوب الأيوب بأن نصيحته هذه «جريئة»، لكنها جاءت في أعقاب مداخلات نسائية «أكثر جرأة»، قدمتها النساء في أعقاب المحاضرة التي ألقاها مساء أول من أمس في ملتقى «نرعاك» الخليجي الأول. ومن النصائح التي قدمها للرجال، «قدموا لزوجاتكم هدايا، حتى لو كانت رخيصة الثمن ولو بريال واحد». وقدمت النساء الحاضرات في الملتقى الذي يمثل المتزوجين 79 في المئة من حاضريه. بينما بلغت نسبة غير المتزوجين 15 في المئة، والبقية إما «مطلقون» أو «أرامل»، مداخلات «جريئة» عبرن عنها ب«وضوح أكبر» عن مشكلاتهن مع أزواجهن على أمل «الوصول إلى حلول ناجحة، تنعكس على حياتنا بنتائج ملموسة» بحسب قول إحداهن، كما كنّ «أكثر طرحاً للأسئلة». والتقطت سيدة سعودية في العقد الخامس من عمرها مايكروفون الشبكة الصوتية الداخلية في إحدى قاعات الملتقى الذي ينظمه مركز «الأمير سلطان للعلوم والتقنية» (سايتك)، قائلة أمام نحو 130 مشاركاً ومشاركة، بعد محاضرة الأيوب: «ستتبدل حياتي بعد هذه المحاضرة»، بعدما تبين لها أن «ممارسات كثيرة مما كنت أظن أنها صواب في تعاملي مع زوجي، هي في الواقع خلاف للحق»، ما يشير إلى أن الجرعة التدريبية التي قدمها المحاضر حول التجديد في العلاقات الزوجية، وأثره على استقرار الأسرة «آتت أُكلها». وساق الأيوب نصائح للحضور، إذ خاطب النساء اللاتي «يحب أزواجهن الرقص: ارقصن لرجالكن، ولا تقلن عيباً ولا حراماً، حتى لو رقصتن على أناشيد بلا موسيقى»، وتوجه إلى الرجال مكرراً نصيحته، وزاد في قوله للرجال: «انصتوا لزوجاتكم، ولا تكثروا عليهن بالنصح، فينفرن منكم»، مشيراً إلى أن المرأة حينما تشتكي فإنها «لا تبحث عن نصائح، وإنما فقط تريد أن تتحدث». وأضاف: «إن المرأة تختلف عن الرجل في تقدير اهتمام زوجها»، مشيراً إلى أن الرجل «يقدّر كل فعل تقوم به المرأة بنظرية «الوزن النسبي»، أي بمقدار حجمه وقيمته»، مستشهداً بأن «الرجل لا يقدر لزوجته إهداء وردة زهيدة الثمن المادي، بتقدير مماثل لو أهدته ساعة تبلغ قيمتها آلاف الريالات، إذ يقدر الوردة بقدر ثمنها، والساعة بقدر ثمنها أيضاً». وفي المقابل، ذكر أن «المرأة تتساوى عندها قيمة الوردة لو قدر ثمنها بريال واحد، مع قيمة أي شيء آخر، مهما غلا ثمنه حتى لو بلغ مئات الآلاف من الريالات»، وكرر مخاطباً الرجال «أكثروا من أبوريال». وأوضح الأيوب أن «الزواج جهاد للنفس من الطرفين»، داعياً الأزواج إلى أن «يحتسبوا صبرهم». كما دعا «ذوي التجارب الزوجية المميزة والمستقرة والمليئة بالحب والاستقرار إلى عدم خشية «العين والحسد»، كما هو سائد في المجتمع الخليجي»، مطالباً إياهم بأن «يتحدثوا عن تجاربهم مع ذكر السلبيات التي مرّوا بها في حياتهم، وأن يبذلوا أسباب الوقاية من الحسد بالتّحصّن»، قائلاً: «أنا تلقيت مئات النصائح حول عدم ذكر تجاربي العائلية، ولكني لست مع تلك النصائح، لأني أذكر السلبيات إلى جانب استشهادي بالإيجابيات». وعلى رغم إقراره بأنه يمارس الإرشاد الأسري منذ عقدين، لكنه لم يخفِ أنه تعارك مع زوجته على مدى 9 أعوام في الغربة، حينما كان يدرس خارج الوطن العربي بداية حياته، ولكنه يدين لها بفضل عظيم في حياته. وطالب الأجهزة التشريعية في دول الخليج بإيجاد «آلية تلزم المقبلين على الزواج في حضور دورات تثقيفية قصيرة، لأنها سبب فاعل في تقليل نسب الطلاق».