رسم رئيس الحكومة المغربية، الإسلامي عبد الله بن كيران، "صورة واضحة" لعمل التحالف الحزبي الرباعي المكون للحكومة، موضحا أن السنة الأولى من حكومته لم تكن ب "الشيء اليسير"، ومعلنا أن حكومته هدفها "ليس الاستمرارية، ولكن تحقيق شيء ما للمغاربة"، ولينتقل للحديث عن ما أسماه ب "انسجام شبه مطلق" للفريق الحكومي، بالإضافة إلى "أجواء من الارتياح" بين الأحزاب ال 4 المشكلة للحكومة، ولم ينف رئيس الحكومة "وجود بعض الانتقادات" التي يتم "التعاطي معها" من داخل الفريق الحكومي وأحزاب الائتلاف. ورفض رئيس الحكومة المغربية التعاطي مع "منطق المؤشرات" الدالة على "فشل أو نجاح حكومته"، انطلاقا من إكمالها عامها الأول، معلنا صراحة أن فريقه من وزراء العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل "يتدرب في الحكومة على التعاطي مع المؤسسة الملكية"، رابطا الأمر بأن حزبه لم يأت من "شرعية صدامية" مع الملكية، في إشارة إلى جماعة العدل والإحسان الإسلامية المعارضة. وأجاب بن كيران معارضيه من حزب الأصالة والمعاصرة اليميني المعارض، بأنه لم "يأت لإقامة إمارة إسلامية" في المغرب لأنها "موجودة تاريخيا وأميرها هو العاهل محمد السادس". وجاء رد رئيس الحكومة على تصريحات سابقة لإلياس العمري، القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة المعارضة، بأن عبد الإله بن كيران يريد إقامة إمارة إسلامية في المغرب. وأوضح المسؤول رقم واحد عن الحكومة المغربية بأنه "لن يرد على الجميع"، في التصريحات التي تصدر عنهم، مؤكدا أن المغرب يعرف تواجد ما أسماها ب "المعارضة معارضات". وطالب عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، "تقديم الاعتذار للمغاربة عما قاموا به ضد المغاربة"، مشددا في كلمة حملت اسم التقرير السياسي أمام برلمان حزبه، بأن "المعارضة في المغرب ليست عدوا للحكومة ولكنها منافس"، وكاشفا عن توجيه فريقه الحكومي إلى "الأخذ بكل الاقتراحات الواردة من المعارضة" خلال مناقشة موازنة العام 2013 في البرلمان. وعاد رئيس الحكومة المغربية إلى التذكير بأن حكومته "أتت في إطار أزمة لا تزال مشتعلة في الجوار"، مضيفا بأن حكومته أتت في سياق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المغرب، وكاشفا لأول مرة عن قيام حكومته بخلق 18 ألف منصب عمل جديد في المملكة، ومشددا على أن الموظفين يأخذون نصف ميزانية المملكة، ويمثلون 13 في المائة من الناتج القومي الخام، وكشف رئيس الحكومة عن "زيادة مرتقبة في المعاشات في أفق العام 2016". وبخلاف عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، لجأ الدكتور سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، ورئيس برلمان حزب العدالة والتنمية، إلى استعمال اللغة المباشرة، ليعلن عن إدانة ورفض برلمان الحزب للاعتداء الذي تعرض له برلماني من الحزب في شارع محمد الخامس في قلب الرباط، قرب مقر المؤسسة التشريعية، ومعلنا أن وزارة الداخلية تباشر تحقيقا في الموضوع. وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن علاقة الإسلاميين المعتدلين الذين يقودون الحكومة مع المؤسسة الملكية المغربية يطبعها "الانسجام الظاهر بشكل جلي"، مؤكدا رعاية ودعم العاهل المغربي محمد السادس لتجربة العدالة والتنمية في الحكومة، وليوضح أن الحزب "يمد يده للجميع" في المغرب، ومستمر في "الإصلاح بكل استقامة".