بلغت الاختلافات بين الحكومة والمعارضة في المغرب درجة كبيرة من التصعيد ففي الوقت الذي شن فيه رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، هجوما قويا على «الأصالة والمعاصرة» الذي قال إنه كان يخطط للتحكم في مصير الشعب المغربي وقيادة إلى البلاد إلى حالة من الفوضى شبيهة بما يقع في مصر، انتفض برلمانيو هذا الحزب المعارض في وجه رئيس الحكومة ووصفوه ب»الرجل المريض» وهددوا بمقاضاته. وعرف مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، نهاية الأسبوع الماضي، حالة احتقان كبيرة لم يشهدها البرلمان المغربي منذ أكثر من عقدين من الزمن، حينما كانت المعارضة قد تقدمت بملتمس رقابة لإسقاط الحكومة. وصوّب رئيس الحكومة نيران انتقاداته إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعرف اختصارا ب»البام»، واتهمه بالتخطيط للتحكم بالمشهد السياسي والإعلامي بالبلاد. ولم يذكر رئيس الحكومة في بداية كلامه هذا الحزب بالاسم، لكنه ما أن خاض في الحديث حول هذا الموضوع حتى بدأ نواب «البام» يغادرون المجلس. وقال رئيس الحكومة إن المغرب كان سيعيش نفس الأوضاع التي تعرفها مصر حاليا لولا تولي حزبه (العدالة والتنمية) قيادة الحكومة الحالية. واعتبر أن ما يجري في مصر هو نتيجة محاولة نظام التحكم الأبدي في مصير الشعب، وأضاف «كان هناك من حاول في المغرب أن يكرر التجربة وأوصل المغرب إلى حالة من التذمر». وقال وهو ينظر إلى نواب «البام» إن «المغاربة يعرفون الحزب الذي أقصد ويعرفون الناس الذين قاموا بهذا المنكر وأن المغاربة لن يسمحوا بعودة هؤلاء الذين فقدوا المصداقية، لو كان فيهم خير لطبقوا ما يطالبون به عندما كانوا في السلطة».