توفي أحد السجناء السلفيين في السجون التونسية بعد إضراب عن الطعام استمر حوالي الشهرين احتجاجا على توقيفه، فيما أعلنت وزارة العدل أن 3 من ال56 معتقلا المضربين عن الطعام "في حالة تدعو للقلق". وكان المحامي عبد الباسط بن مبارك قال، السبت، إن أحمد بختي الذي ينتمي إلى التيار السلفي وكان معتقلا بتهمة الهجوم على السفارة الأميركية "توفي في حوالي الساعة الثانية". وذكّر بأن موكله الآخر، بشير القلي توفي مساء الخميس الماضي بعدما رفض تناول الطعام خلال اعتقاله الذي استمر شهرين. ودعت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحكومي في بيان إلى "اجراء تحقيق سريع وشفاف للتثبت من إمكانية وجود أي تقصير أو خلل او استهانة، وتحميل المسؤولية لأصحابها". إلى ذلك، قال المسؤول في وزارة العدل، فاضل السائحي، إن "العدد الاجمالي للمضربين عن الطعام بلغ 56، ثلاثة منهم في حالة تدعو للقلق". والمعتقلون الثلاثة أوقفوا تناول الطعام منذ 17 أكتوبر الماضي، فيما قال اثنان منهم إنهما "قد يوافقان على وقف" اضرابهما عن الطعام السبت. وتجري "مفاوضات" مع المعتقلين المضربين عن الطعام، فيما تتشاور الوزارة مع "جمعيات من المجتمع المدني وأقرباء وأهالي" السجناء في محاولة لإقناعهم بوقف الإضراب عن الطعام. وأوضح المسؤول التونسي أن غالبية السجناء ال56 المضربين عن طعام، وبينهم من لا ينتمي إلى التيار الإسلامي المتشدد، بدأوا اضرابهم بين 9 و 16 نوفمبر الجاري، مشيرا إلى أن 10 منهم لا يتناولون سوى المياه "ولا يمكن أن يصمدوا إلا ما بين 10 و13 يوما". وتابع أن الآخرين يتناولون الحد الأدنى من الأغذية، مثل السكر ما يمكن أن يطيل إضرابهم. وتعتبر وفاة بختي بالغة الحساسية، لأنه كان يعتبر شخصية من التيار الجهادي ومقربا من أبو عياض المنظم المفترض للهجوم على السفارة الأميركية الذي لم تقبض عليه الشرطة بعد. وكان محمد بختي الذي حكم عليه في 2007 بالسجن 12 عاما بعد مواجهات دامية بين الجيش وإسلاميين في سليمان قرب العاصمة التونسية إبان حكم الرئيس زين العابدين بن علي، قد استفاد من العفو الذي أعلن بعد ثورة 2011. وكان أيضا المحرك لحركة الاحتجاج التي وقعت في جامعة منوبة (ضاحية العاصمة التونسية) في الربيع الماضي، حيث اشتبك سلفيون مع إدارة الكلية لحملها على السماح للطالبات بارتداء النقاب.