استدعت وزارة الخارجية البحرينية، اليوم الاثنين، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإيرانية في المنامة، مهدي إسلامي، حيث قدمت له احتجاجاً رسمياً على "التدخل" في الشؤون الداخلية للمملكة الخليجية، واتهمت طهران ب"بث الفتنة والفرقة، وتحريض طوائف المجتمع البحريني." وذكرت هيئة شؤون الإعلام البحرينية، في بيان نشرته على موقعها الإليكتروني أن وزارة الخارجية استدعت صباح الاثنين مهدي إسلامي القائم بأعمال الجمهورية الإيرانية، حيث "أعرب له السفير حمد أحمد العامر وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون عن استياء مملكة البحرين الشديد من التمادي الإيراني في الخطأ المتعمد فيما تنسبه للمسؤولين البحرينيين من معلومات كاذبة والترويج لها إعلامياً، مما يؤدي إلى بث الفتنة والفرقة وتحريض طوائف المجتمع البحريني". وأشار البيان إلى "ما نسبته وادعته أجهزة الإعلام الايرانية بأن مملكة البحرين قد طلبت وساطة إيرانية، وهذا ما نفاه معالي وزير الخارجية أثناء اجتماعه بوزير خارجية الجمهورية الإيرانية في طهران، ومع القائم بالأعمال الإيراني في المنامة، والذي تم بناء على طلب الجانب الإيراني بتاريخ 13 سبتمبر 2012م، مؤكداً على موقف مملكة البحرين الدائم والثابت والحازم بأن ما يحدث فيها شأناً داخلياً، وغير مقبول التدخل فيه بالوساطة أو غيرها من أساليب التدخل". وشدد بيان بيان هيئة شؤون الإعلام على أن "مملكة البحرين لم تطلب أية وساطة من الوزير الإيراني في الشأن الداخلي البحريني؛ لأن ذلك يمثل مساساً بسيادتها واستقلالها وتعاملها مع مواطنيها". كما طلب المسئول البحريني من القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإيرانية في المنامة "أن تتوقف بلاده عن التدخل في الشأن الداخلي للبحرين خاصة من خلال التحريض عبر أجهزة إعلامها وعبر علاقاتها واتصالاتها مع قوى معينة في المجتمع البحريني، وأن تلتزم قواعد العمل الدبلوماسي الدولي والعلاقات الدولية ومبادئ حسن الجوار وميثاق الأممالمتحدة، التي ترفض وتدين التدخل في الشؤون الداخلية للدول بأية صورة من الصور سواء التدخل المباشر أو غير المباشر أو التحريض السياسي والديني والإعلامي، بما في ذلك التزوير والأكاذيب والافتراءات والتشويش على أجهزة الإعلام". ويأتي استدعاء القائم بالأعمال الإيراني بعد قليل من اتهام وزير العدل البحريني، الشيخ خالد بن علي آل خليفة، رجل الدين الشيعي المعارض، عيسى قاسم، ب"تلقي أوامر من القنصل الإيراني، تدعو إلى العنف"، كما اتهم بعض البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالتواصل مع معارضين من الشيعة. وكشف الوزير البحريني عن وجود معلومات تفيد ب"عقد لقاء بين مبعوث دبلوماسي إيراني، ورجل دين، الذي ما إن خرج من اللقاء، حتى أعطى في خطبه، صك الرضا الإلهي عن أعمال التخريب، وتوعد بمفاجآت، وازدادت على إثر ذلك، أعمال الإرهاب والحرق والتخريب"، بحسب قوله. من جانبه، أصدر مكتب عيسى قاسم، بياناً أوضح فيه ملابسات الزيارة التي قام بها قنصل الجمهورية الإيرانية لمنزله، مشيراً إلى أن الدبلوماسي الإيراني طلب اللقاء "بناءً على رغبة الجانب البحريني"، على حد زعمه. واعتبر قاسم أن الزيارة جاءت وفقاً للقاء الذي جرى بين وزير الخارجية الإيرانية مع مسؤولين بحرينيين، على هامش قمة مكة الإسلامية، حيث طلب الجانب البحريني "مساهمة إيران في حل للأزمة السياسية". وهو ما كذبته الخارجية البحرينية في بيانها السابق، حيث نفت طلبها الوساطة من طهران.