قال قائد عسكري في بني وليد، احد اخر معاقل انصار معمر القذافي التي يحاصرها منذ 10 ايام الجيش ومجموعات مسلحة تتحرك باوامر السلطات الليبية، "لن يدخلوا الى بني وليد الا على جثثنا". وقال سالم الواعر الذي يقود العمليات في المدينة التي كانت من بين اخر معاقل النظام السابق ولم تتم السيطرة عليها تماما خلال الثورة التي اطاحت به في 2011 "سنعيش بكرامة او نموت بكرامة. كلنا مقاتلون وقادرون على الدفاع عن انفسنا في وجه الغزاة". وعلى الطريق بين طرابلس وبني وليد، اقيم حاجزا تفتيش على بعد 30 كلم من المدخل الغربي للمدينة. وسمحت عملية اعادة فتح الطريق قبل يومين بدخول المواد الاولية والوقود الى المدينة معقل قبيلة ورفلة النافذة التي تؤكد انها تتعرض للحصار. وبقرار من السلطات الليبية، تحاصر قوات الجيش والميليشيات التي تضم ثوارا سابقين منذ مطلع اكتوبر المدينة مؤكدة انها تريد "تطهيرها" من فلول النظام السابق. وبدا النشاط طبيعيا في وسط المدينة لكن معارك يومية تدور بين هذه القوات والمقاتلين في بني وليد في وادي مردوم على الجبهة الشرقية للمدينة حيث تتمركز معظم الكتائب المسلحة القادمة من مصراتة. واججت وفاة عمران بن شعبان احد الثوار السابقين في مصراتة بعد اعتقاله لاسابيع في بني وليد، التوتر بين المدينتين الجارتين اللتين اختلفتا في ولائهما للثورة والنظام العام الماضي. وكان المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في البلاد، طلب في 25 ايلول/سبتمبر من وزيري الدفاع والداخلية العثور على الخاطفين "بالقوة اذا اقتضى الامر". واوقعت المعارك في سهل مردوم اربعة قتلى وحوالى ستين جريحا في بني وليد خلال 10 ايام بحسب مدير مستشفى المدينة صلاح المبروك. وقال صلاح عبد الجبار احد اعيان بني وليد وعضو المجلس الاجتماعي الذي يتولى تسيير شؤونها في غياب الدولة "اننا في حالة دفاع عن النفس" معتبرا قرار المؤتمر الوطني العام بانه "غير شرعي". واضاف "اتخذ هذا القرار باغلبية 50 عضوا (من اصل 200). كما ان القضاء وحده قادر على اتخاذ مثل هذا القرار. انه قرار خطير وغير مسبوق في العالم. كيف يمكن اتخاذ قرار بمعاقبة او تدمير مدينة لاعتقال بعض الافراد؟". وصرح عضو اخر في المجلس لفرانس برس ان "وفاة عمران بن شعبان ليست سوى ذريعة. هناك اجندة لاجتياح" المدينة. واضاف "ما نشهده هو بداية حرب اهلية". ويتهم السكان "ميليشيات مصراتة الخارجة على القانون" بقصف المدنيين عشوائيا واستخدام "الغاز السام". وزار مراسل فرانس برس ثلاثة منازل في المدينة استهدفتها الصواريخ. واكد طبيب في المستشفى انه استقبل 26 شخصا ظهرت عليهم اعراض تسمم "غريبة" منها التقيؤ والارتعاش. وقال الطبيب الذي طلب عدم كشف اسمه "هي المرة الاولى التي ارى فيها مثل هذه الاعراض. لا يمكنني الجزم في هذه المرحلة ان كان الامر يتعلق باسلحة سامة. لا نملك المعدات اللازمة لاجراء تحاليل"، مؤكدا ان الصليب الاحمر اخذ علما بهذه الحالات. وقال احد اعيان المدينة، "يريدون القضاء علينا باتهامنا باننا موالون للقذافي. اذا كانت الثورة شرفا فنحن السباقون اليها"، مشيرا الى محاولة الانقلاب التي قادتها قبيلة ورفلة ضد القذافي في 1993، واعتقل جميع منظمي المحاولة حينها او اعدموا. ولتذكير خصومهم بهذه الواقعة كتب سكان بني وليد بالاحرف الكبرى عند مدخل المدينة "1993، التاريخ لنا".