استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة مساء اليوم أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد أن أنهوا أعمال الدورة ال 124 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية. وقد هنأ أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية مجلس التعاون صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه، معربين عن سعادتهم بتماثله للشفاء وقرب مغادرته المستشفى . من جهته شدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مساء اليوم في جدة على "أهمية تحقيق انتقال سلمي" للسلطة في سوريا، ودعوا الاطراف اللبنانية الى عدم جر بلدهم الى "اتون الازمة السورية وتداعياتها". وأفاد بيان رسمي في ختام اجتماعهم الدوري ان المجلس "شدد على اهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا يحفظ امنها واستقرارها ووحدتها (...) وادان استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الاسلحة الثقيلة". واكد "ضرورة العمل على تقديم كل انواع الدعم المطلوبة للشعب السوري (...) وايصال الاحتياجات الانسانية العاجلة". كما اعلن المجلس ترحيبه بتعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، مؤكدا "اهمية وضع استراتيجية جديدة وخطة واضحة تهدف الى تحقيق انتقال سلمي للسلطة" في هذا البلد. كما تابع المجلس الوزاري "التطورات الاخيرة في لبنان، واكد حرصه على أهمية الحفاظ على امنه واستقراره وسيادته ووحدته" بحسب البيان. ودعا "جميع الاطراف اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره الى اتون الازمة السورية وتداعياتها". ويضم المجلس الذي تاسس العام 1981 في خضم الحرب بين العراق وايران كلا من السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين والامارات. الى ذلك، ندد المجلس الوزاري ب"تحريف وتزوير في الترجمة باللغة الفارسية" لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز في طهران قبل ثلاثة ايام معربا عن "استنكاره ورفضه لهذا التصرف غير المسؤول". ونددت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع لمجلسها الوزراي في جدة مساء الاحد ب"تدخلات" ايران في شؤونها الداخلية مجددة في الوقت ذاته "مواقفها الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال" طهران للجزر الثلاث في مياه الخليج. وعبر المجلس في بيان عن "رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، في انتهاك لسيادتها واستقلالها". كما "ادان المجلس السياسات العدائية والتصريحات التحريضية التي تصدر من بعض المسؤولين الايرانيين"، وطالب طهران ب"التوقف عن هذه الممارسات (...) وعدم استخدام القوة او التهديد بها، بما يكفل الحفاظ على امن المنطقة واستقرارها". وفي سياق متصل، جدد المجلس "تأكيد مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال" ايران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ،مؤكدا "دعم حق السيادة للامارات عليها (...) باعتبارها جزءا لا يتجزأ" من اراضيها. وعبر عن "الاسف لعدم احراز الاتصالات" مع طهران "نتائج ايجابية من شأنها التوصل الى حل قضية الجزر الثلاث"، كما اعتبر ان "اي ممارسات او اعمال تقوم بها ايران في الجزر الثلاث لاغية وباطلة". ودعا المجلس الى "النظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي الى اعادة حق الامارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث". وتمر العلاقات بين البلدين في مرحلة توتر اثر قيام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في نيسان/ابريل الماضي بزيارة جزيرة ابو موسى المتنازع عليها مع الامارات. واعلنت ايران في حينها انها مستعدة "لمناقشات بناءة" مع الامارات بشأن اي "سوء تفاهم" حول "تطبيق الوثائق المتبادلة العام 1971". يذكر ان ايران سيطرت على الجزر الثلاث غداة انسحاب البريطانيين منها في 1971.