فجّر الدّاعية السعودي سلمان بن فهد العودة غضب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، ريشار براسكييه، بعد تصريحات "مُعادية للسّامية" بُثّت على قناة "روتانا خليجية" ورد فيه أن "اليهود يستعملون دماء آدمية لتحضير خبزهم المُسمّى 'الأزيم'". "تقديس المحرقة للابتزاز" في الحوار الذي بُثّ يوم 13 أغسطس/ آب، قال الدّاعية السعودي والأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين أن "المحرقة اليهودية (الهولوكست) تستند إلى قاعدة تاريخية والكثير من القصص المرتبطة بها موثقة ولها أساس، لكن من المُمكن أن يعود هذا في جزء كبير منه إلى أخلاقياتهم وطبيعتهم التي يغلب عليها الغدر، وخططهم وحيلهم التي جعلت الأمم الأخرى تحتاط منهم. فالمُشكلة تكمن أولا في المبالغة في حجم المحرقة". وأضاف العودة "لقد تم تقديس المحرقة. حيث يعتبر أحيانا الحديث عنها أو دحضها أو إنكارها جريمة تستوجب المحاكمة. لقد صارت بالفعل حدثا تاريخيا مقدسا. والأهم أن المحرقة صارت وسيلة ابتزاز. فبفضل هذه المحرقة، صار اليهود يبتزون عدة حكومات في العالم، في أوروبا والولايات المتحدة، بل إن اليهود بدأوا يفعلون نفس الشيء مع الشعب الفلسطيني بارتكابهم لمحرقة في غزة وعلى الأراضي المحتلة. إن دور اليهود هو بث الدمار وشن الحرب والخداع والابتزاز. ويعتقد اليهود بأن لهم الحق في قتل كل من لا يتبع ملتهم. وذلك مكتوب في التلمود". وقال العودة كذلك أن "ديمقراطية إسرائيل زائفة واليهود يمارسون عنصرية صارخة داخل الكيان واليهود ليسوا جنسا نقيا كما يدّعون وقوميتهم مبنية على أكذوبة". واسترسل قائلا "من المعروف أن اليهود يحتفلون بعدة أعياد دينية، ومن بينها عيد الفصح، أو عيد خبز الأزيم. وقرأت ذات مرة قصة طبيب كان يعمل في أحد المختبرات وكان يعيش رفقة عائلة يهودية. وذات يوم قالوا له 'نريد دمّا. نريدك أن تجد لنا بعض الدّم الآدمي'. فأربكه ذلك حيث أنه لم يفهم ما يرمون إليه. بالطبع لم يكن بإمكانه خيانة أخلاقيات مهنته، لكنه قرر البحث في الأمر، ليكتشف بأنهم يحضرون خبز الأزيم باستعمال الدّم الآدمي". ورحّب العديد من المُشاهدين على الإنترنيت ب"الحلقة المُفيدة" واستغرب بعضهم من أن "هناك من المسلمين من يضع يده فى أيديهم ويبيع ضميره ودينه ووطنه بالدرهم والدينار؟". "كيف لنا بعد كل هذا الهُراء أن 'نُنهي الإحتلال'؟" ولم يتأخّر"معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام" (ميمري) بنيويورك المُوالي لإسرائيل رغم أنه يزعمُ أنه "مُنظّمة مُستقلة، غير حزبية وغير ربحية" في ترجمة النصّ الكامل للحوار إلى الإنكليزية وبثه في موقعه على شبكة الإنترنت. وردّ ريشار براسكييه قائلا "هذه الوثيقة ضرورية لمن يشكون في عنف مُعاداة السّامية في بعض الأوساط الإسلامية، وبالضبط الإسلام الوهابي في هذه الحالة، الذي يسود في السعودية". وأضاف "وسنقف فيها على مدى الاستخفاف بهذه الجريمة الذي تطلق به أكثر التصريحات سخافة وتقبل تحت غطاء السلطة وسنرى فيها السهولة التي يمكن أن تطلق بها الخرافات القاتلة وسنفكر في النجاح الذي لقيته معاداة السامية في المسيحية التي خلقت طقوس القتل في العصور الوسطى وتصديرها إلى الشرق الأوسط". وتساءل براسكييه "هل سيستطيع أحد أن يزعم، بحسن نية، بعد مشاهدة هذا التسجيل بأن الشرط الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي-العربي هو 'إنهاء احتلال الضفة الغربية؟'". ويضمّ المجلس أكثر من ستّين جمعية دينية أو علمانية ممثّلة للجالية اليهودية التي يقدر عددها ما بين 500 و700 ألفا شخص في فرنسا، حيث تعدّ اليهودية رابع ديانة في بعد الكاثوليكية والدين الإسلامي والبروتستانتية. .