قالت اللبنانية فوزية عرفات، وهي زوجة مهندس النفط الكويتي عصام الحوطي، المخطوف منذ أمس السبت في لبنان، إن خاطفيه "ظنوه ثرياً على ما يبدو فطمعوا بفدية، لكنهم لا يعلمون بأننا بسطاء ونعيش على الراتب، وشقتنا نفسها هي بالإيجار" وفق ما روته ل "العربية.نت" عبر الهاتف. وروت من الشقة المستأجرة منذ 4 سنوات في مدينة رياق البعيدة 100 كيلومتر عن بيروت، أن أحد خاطفيه ترك عمامة كانت على رأسه في موقع الحادث كما ترك زميله بصمته على سيارة زوجها، وهي ماركة "كيا سول" كورية الصنع، لذلك فهي تأمل بأن تكشف أجهزة الأمن عن خاطفيه وتعتقلهم وتحرره. وذكرت أنها ليست من أقرباء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "فنحن لبنانيون وهو فلسطيني" كما قالت إنها تزوجت في 2007 من عصام الحوطي، وهو مهندس يعمل في شركة نفط الكويت وعمره 52 سنة، وهي أم منه لابنة وحيدة اسمها حنان وعمرها عامين ونصف العام. وشرحت فوزية أن البيت الذي تقيم فيه مع زوجها وابنتها في منطقة الفيحاء بالكويت "هو بالإيجار أيضا، فراتب عصام لا يزيد عن 1500 دينار، أي تقريبا 5800 دولار، مع ذلك فبالكاد يكفينا، ولا يمكن أن يصبح صاحبه ثريا، لكن يبدو أن الخاطفين لاحظوا أن لوحة سيارته، كويتية، فظنوه من أثرياء الكويت. مع ذلك لم يطلبوا فدية إلى الآن" أي حتى اتصال "العربية.نت" بها عند الواحدة فجر اليوم الأحد بتوقيت بيروت. وذكرت فوزية البالغة من العمر 28 سنة أن لها شقيقين يعملان مهندسين في الكويت، وتزور لبنان مع زوجها من حين لآخر، والبيت الذي يبنيه في حي "حوش سنيد" ببلدة "طليا" القريبة ربع ساعة بالسيارة من رياق، هو من النوع العادي والبسيط "ويغنينا عن دفع الإيجارات هنا وهناك (..) لو كنا أغنياء لبنيناه في بيروت" وفق تعبيرها. وتحدثت "العربية.نت" أيضا إلى شاهد مهم، وهو خميس عرفات، والد زوجة المخطوف الذي أكد ما روته ابنته ل "العربية.نت" فذكر من بيته في "طليا" أن عصام الحوطي "كان عندنا يتناول الإفطار، وعند خروجه الساعة 11 صباحا، وكان بالقميص والشورت، هاجمه 3 مسلحين، فحاول مقاومتهم، عندها اعتدوا عليه بالضر ب" كما قال. ووصف المشهد بأنه كان سريعا حيث وضع أحد الخاطفين مسدسا على رأس الحوطي بعد أن رماه أرضا، وقام آخر بنزع القميص عنه ورماه، فتناثرت بقع من دم المخطوف على القميص الذي أصبح الآن بحوزة زوجته، ثم غادروا خاطفين الحوطي وتاركين سيارته وأغراضه فيها من دون أن يمسوها. كما تحدثت "العربية.نت" أيضا الى رئيس بلدية "طليا" أنطوان عزيز أبي حيدر، فقال غبر الهاتف أنه لا يعرف الحوطي شخصيا "لكني سمعت بأنه يبني بيتا قرب كنيسة البلدة". وقال إنه يعرف أن الحوطي يزور المنطقة دائما، لأن فيها عائلة زوجته. وأكد بأنه لم يسمع أبدا بأن الحوطي مليونير أو شيء من هذا القبيل. وقبل الاتصال بزوجة المخطوف الكويتي اتصلت "العربية.نت" بمصدر أمني في منطقة البقاع، وطلب عدم ذكر اسمه، فشرح بأنها "ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق خاضعة لنفوذ حزب الله في المنطقة عمليات خطف، فقد تم خطف 3 أشخاص من جنسيات مختلفة في أسبوع واحد، وقيل إن منفذيها طالبوا بمبالغ مالية كشرط للإفراج عن "ضيوفهم" من دون التأكد من طلب أي فدية حتى الآن" كما قال. وقال إن هناك مؤشرات كثيرة تؤكد بأن هناك نية "من قوى خفية تستهدف إحداث البلبلة وتعميم الفوضى في المنطقة" ثم زود "العربية.نت" بجردة سريعة عن عمليات خطف جرت هناك، وجميعها لأجانب غير ميسورين، بل بسطاء تقريبا. يوم الجمعة الماضي تم خطف اللبناني الحاصل على الجنسية الفرنسية، محمد حسن صبرا، وهو في سوق الخضار ببلدة "الفرزل" البقاعية، وقيل إن الخاطفين طلبوا فدية قيمتها 400 ألف دولار لإطلاق سراحه. وصبرا، المنتمي بحكم الولادة إلى الطائفة الشيعية، هو أصلا من سكان بلدة "النبي ايلا" الواقعة شرق مدينة زحلة، وجار المدير العام الأسبق للأمن العام اللبناني اللواء جميل السيد. ثم أبلغ المصدر الأمني "العربية.نت" بأن خاطفي صبرا أطلقوا سراحه فجر اليوم الأحد مقابل فدية قيمتها 30 ألف دولار. يوم الاثنين الماضي تم خطف السوري خالد محمد المشهداني، الذي أسرعت زوجته رهف حسن مشهداني الى مخفر بلدة "بيت شاما" القريبة من مدينة بعلبك فروت بأن 4 ملثمين خطفوه عند منتصف الليل من أمام منزله قرب مفرق بلدة "بدنايل" ووضعوه في سيارة جيب ولاذوا به فرارا الى جهة مجهولة، ثم أفرجوا عنه أمس السبت. وحملت عملية الإفراج عن المشهداني أكثر من علامة استفهام، لأنها تمت تحت ما وصفوه بسيناريو "غير مقنع" إذا ما التسليم بأن خاطفيه طمعوا بالمال، لأن المخطوف يحتاج أصلا الى من يعيله" وهو مرهق بالديون، بحسب ما راجعته "العربية.نت" من معلومات عنه، لذلك يتوقعون أن يكون خطف الحوطي هو من ضمن "السيناريو" نفسه. ونفت فوزية عرفات تعرضها للخطف مع زوجها ثم الإفراج عنها فيما بعد، بحسب ما ذكر بعض المسؤولين الكويتيين، وقالت إن زوجها عصام يعاني من الكوليسترول ويعاني من بدايات مرض السكري، وطلبت من الخاطفين تأمين الأدوية اللازمة التي يستخدمها عادة والإفراج عنه لأن صحته لا تتحمل.