رحل الصندوق الأسود إلي العالم الآخر رافضا الإفصاح عما بداخله من أسرار ثلاثة عقود من تاريخ مصر هي جملة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. أسلم الجنرال عمر سليمان المدير السابق لجهاز المخابرات العامة ونائب رئيس المخلوع, روحه إلي خالقها في أمريكا ورفض أن يسلم مصر أسرار مبارك ونظامه أو أن يبوح بإجابات عن علامات استفهام كثيرة ومثلما أحاط به الغموض حيا, أثار موته جدلا حول طريقة موته, رغم تأكيد السفارة المصرية وفاته بمرض وراثي في الدم. وأعلنت السفارة المصرية في واشنطن مساء أمس في بيان لها أن وفاة عمر سليمان جاءت بسبب مرض وراثي في الدم تم اكتشافه خلال الأيام الماضية أثناء الفحوص الطبية التي كان يجريها في مستشفي كليفلاند بالولايات المتحدة. وأشار البيان إلي انه يجري اتخاذ الإجراءات من قبل المستشفي والقنصلية المصرية حتي يتسني نقل الجثمان إلي القاهرة. وقد أحدثت وفاة سليمان صدمة في قرية العويضات مسقط رأس الفقيد بمحافظة قنا, حيث خيم الحزن علي الأهالي, فيما اتهم عدد من مؤيديه عبر شبكة التواصل الاجتماعي أيادي أمريكية بالتسبب في وفاته باعتباره الصندوق الأسود لمصر حسب قولهم. وقال أحمد عبد العزيز سليمان ابن عم الفقيد والذي يعمل موظفا بالإدارة الهندسية بقرية عين غصين بالإسماعيلية: إن العائلة تنتظر وصول جثمان الفقيد لتلقي العزاء, مؤكدا أن وفاة اللواء عمر سليمان أحزنتهم جميعا لأنه كان رمزا للإخلاص والوفاء للوطن وساهم بجهده وعرقه في الدفاع عنه. وأكد ابن عم نائب الرئيس السابق, أن الجنرال كان يحيط حياته بسياج من السرية بسبب طبيعة عمله في جهاز المخابرات, وقال: لم نكن نعلم عن حياته شيئا. رسميا بعثت رئاسة الجمهورية برقية عزاء لأسرة اللواء عمر سليمان, ونعاه مجلس الوزراء في بيان قال فيه انه حاز احترام وتقدير الشعب المصري لما بذله من جهد وعطاء للوطن الذي فقد بموت سليمان ابنا بارا. من جانبها اتخذت الجبهة السلفية والجماعة الإسلامية: موقفا مغايرا من وفاة سليمان, حيث اعتبرت الأولي أن صلاة الجنازة عليه غير جائزة لأنه أفسد الحياة السياسية وقتل الإسلاميين, بينما قالت الجماعة الإسلامية إن لواء المخابرات الراحل أجرم ويجب دفنه في هدوء, ولم تستبعد احتمالية أن تكون هناك شبهة قتل لرجل كان الصندوق الأسود لنظام مبارك. وبوفاة سليمان بدأت شكوك تظهر وأقوال يتم تناقلها عن شبهة جنائية, هذه الشكوك ألمحت إليها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية علي موقعها الاليكتروني أمس بقولها: إن هناك علامات استفهام أمام خبر وفاة الرئيس السابق لأقوي جهاز مخابرات في الشرق الأوسط يرحل بكنز من الأسرار. كان اللواء عمر سليمان قد توفي صباح أمس في مستشفي كليفلاند بولاية أوهايو.