تدفق المواطنون الأتراك على الجوامع لأداء صلاة التراويح الأولى من شهر رمضان المبارك، حيث امتلأت معظم المساجد في أنحاء تركيا بالمصلين، وما يلفت الانتباه المشاركة الكبيرة من النساء التركيات بأداء صلاة التراويح. وشهد جامع السليمانية في اسطنبول الذي أنشاه المهندس المعماري التركي الأشهر« سنان» باسم السلطان سليمان القانوني تدفقا من المواطنين الأتراك في أول ليالي الشهر الكريم، ووصل أعداد المصلين الليلة الماضية بالجامع إلى نحو 14 ألف مصل، ونقلت الفضائيات اقبالا كبيرا من المواطنين للصلاة في جامع « آيا صوفيا». كما شهدت الجوامع الكبيرة في العاصمة التركية أنقرة اقبالا ملحوظا من المصلين مع الساعات الاولى لمقدم الشهر الفضيل، واستيقظ المواطنون الأتراك في سحور أول يوم في الشهر الفضيل على صوت المسحراتي بالقرع على الطبلة في أحياء وشوارع العاصمة أنقرة ، إيذانا بأول أيام الصوم. وبدأت أغلبية الفضائيات التركية خاصة الدينية بتقديم برامج ومسلسلات وأفلام دينية مع حلول شهر رمضان المبارك ، مع بدء حملة لتوعية المواطنين للالتزام بالصوم رغم ارتفاع درجة الحرارة بأغلبية المدن التركية « تتراوح بين 30 و40 درجة مئوية». وعرضت الفضائيات برامج توعية صحية تحدث فيها أطباء ومختصون في مجال الغذاء لعدم الافراط في تناول الاطعمة ولا سيما المصنعة منها خلال الشهر الكريم وضرورة الاقلاع عن التدخين المنتشر في تركيا بين الجنسين ، والحث على تناول الاغذية الصحية والاقبال على تناول طبق الشوربة الذي يحتل مكانة متميزة في تركيا صيفا وشتاء. ووجه حزب العدالة والتنمية تعليمات إلى كافة رؤوساء البلديات بالمحافظات التركية بتقديم المساعدات الانسانية للفقراء وفتح موائد الرحمن في الاحياء المختلفة بهذه المناسبة الكريمة إضافة إلى الاشتراك مع العوائل الفقيرة والمواطنين بالافطار بدلا من الفنادق. وعلقت الزينات ومصابيح الانارة فوق المساجد التركية ، وفي اسطنبول عاصمة الخلافة الاسلامية في سالف الآوان، ازدانت مآذن الجوامع بمصابيح الاضاءة، وظهر على فضائية « تي أر تي» الاخبارية صناع هذه الزينات وهم يقومون بكل حرفية بمرحلة اعدادها في سلاسل مطولة وتعليقها فوق قباب ومآذن الجوامع التاريخية في اسطنبول احتفالا بقدوم شهر الصوم. ونقلت الفضائية لقطات للسياح القادمين إلى اسطنبول جوهرة السياحة في تركيا وهم يشاركون بالتقاط الصور التاريخية لمظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان المعظم. ولم تنس الفضائيات التركية نصيبها من الاعلانات في هذا الشهر الفضيل والتي تنوعت بين الإعلان عن الاجهزة المنزلية والكهربائية وأنواع الغذاء والمحال التجارية التي تقدم كافة أنواع الاطعمة الخاصة بالشهر الكريم ، وأخرى تحث على الاقلاع عن التدخين، وبالطبع احتلت شركات الاتصالات وهواتف المحمول نصيب الاسد في هذه الاعلانات التجارية. وحلت بركات رمضان وكما يقولون بالتركية « رمازان بركات» وبدت الفرحة في عيون الاتراك بقدوم الزائر العزيز ، وكذا الأجيال الصاعدة التي تحرص في غالبيتها على الصوم في صحوة دينية بدأت منذ عقد من الزمان