انتشل الفلسطينيون في قطاع غزة عشرات الجثث من المناطق التي انسحبت منها قوات الاحتلال في وقت أفاد فيه مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر إسرائيلية أن الاحتلال بدأ بإعادة نشر بعض من قواته إلى الشريط الحدودي داخل قطاع غزة. وفيما عاش الفلسطينيون في المدن والتجمعات السكانية حالة من الهدوء الحذر فقد أحجم معظم سكان المناطق التي شهدت توغلات إسرائيلية على حدود قطاع غزة عن العودة إليها خوفا من تجدد الاعتداءات الإسرائيلية. وأفاد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية استمرت في التحليق في أجواء قطاع غزة بينما تراجعت القوات الإسرائيلية عن تخوم مناطق التجمعات السكانية. وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال التي أعادت انتشارها في مناطق بغزة، عمدت اليوم أيضا إلى سحب قواتها إلى خطوط هجومية أبعد عن مدن غزة وتقاطعاتها الرئيسية. وأوضح أن قوات الاحتلال انسحبت من المزيد من الأراضي التي كانت يعرف بمستوطنة نيتساريم وسط قطاع غزة ما أدى إلى إعادة افتتاح الطريق الساحلي وطريق صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. أما مراسل الجزيرة في إسرائيل إلياس كرام فقد نقل عن مصادر إسرائيلية أنه تم إعادة نشر بعض من قوات الاحتلال إلى الشريط الحدودي داخل قطاع غزة مع بقاء عدد من هذه القوات داخل القطاع. وبعد ساعات من إعلان إسرائيل وقف النار من جانب واحد، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عصر اليوم الأحد وقف إطلاق النار وأمهلت إسرائيل أسبوعا لسحب قواتها من القطاع. وقال أيمن طه القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحركة أعلنت وقفا فوريا لإطلاق النار من جانب نشطائها والفصائل المتحالفة معها، بينما أعلن ناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أن الفصائل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع ليتم فتح المعابر أمام الحالات الإنسانية والإغاثية. وفي وقت لاحق قرأ القيادي بحماس موسى أبو مرزوق بيانا تؤكد فيها فصائل المقاومة أن إسرائيل فشلت في فرض شروطها على المقاومة التي قررت بدورها وقف إطلاق النار مع استعدادها للتنسيق مع كل الجهود خاصة المصرية والتركية والسورية والقطرية بما يلبي مطالب الشعب الفلسطيني ويضمن فتح كل المعابر وخاصة معبر رفح. لكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نفت أن تكون قد وافقت على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة في تصريح للجزيرة إن القوات الإسرائيلية ما زالت موجودة في غزة، وهناك حاجة عاجلة لإخراج هذه القوات. وشهد اليوم إطلاق المقاومة نحو عشرين صاروخا ردا على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الوزراء إيهود أولمرت الليلة الماضية. وقد قالت كتائب القسام إنها أطلقت سبعة صواريخ اليوم من قطاع غزة على منطقة سديروت وكريات غات ومدينة المجدل ومستوطنة العين الثالثة، في جنوب إسرائيل. وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدوي الناجم عن الصواريخ في سديروت أحدث هلعاً بين السكان. وقد سبق ذلك قصفٌ إسرائيلي متقطع لغزة، وتحليق مكثف للطيران. جثث وخراب وما أن انقشعت سحب قوات الاحتلال عن مناطق الاشتباكات على أطراف غزة، حتى هرع الفلسطينيون إلى هذه المناطق بحثا عن أقاربهم وذويهم ليكتشفوا دمارا هائلا في هذه المناطق. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أنه عُثر على 95 جثة تحت الأنقاض في أماكن متفرقة من قطاع غزة . وقال مسعفون شاركوا في انتشال الجثث إنهم رأوا مشاهد "تقشعر لها الأبدان" وإن أغلب الجثث بدت مقطعة إلى أشلاء وتظهر عليها بداية علامات التحلل وتنبعث من تلك المناطق روائح كريهة. كما استشهد فلسطينيان، أحدهما طفلة، وأصيب آخرون بجروح، في إطلاق نار إسرائيلي استهدف مواطنين شمال قطاع غزة، وفي منطقة خزاعة شرق خان يونس جنوباً, عندما حاول مواطنون تفقد منازلهم بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية عنها. وقال معاوية حسنين المدير العام للإسعاف والطوارئ إن عدد الشهداء وصل إلى نحو 1300 من بينهم 417 طفلا و108 نساء و120 من كبار السن إلى جانب 14 مسعفا وأربعة صحفيين فضلا عن خمسة أجانب، بينما بلغ عدد المصابين نحو 5320. لكن مراسل الجزيرة تامر المسحال توقع زيادة أخرى في عدد الشهداء بالنظر إلى وجود أماكن عديدة لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها فضلا عن حجم الدمار الهائل فيها. حصيلة العدوان واعترفت إسرائيل فقط بمقتل 13 شخصا بينهم عشرة جنود بالإضافة إلى إصابة أكثر من مائتين آخرين منذ بدء العدوان في 27 ديسمبر/كانون الأول. وذكر الناطق العسكري الإسرائيلي أن 51 جنديا و13 مواطنا إسرائيليا ما زالوا يرقدون في المستشفيات للعلاج من جروحهم وبعضها خطيرة. من ناحيتها قالت حركة حماس في حصيلة أعلنت عنها اليوم إنها تمكنت من قتل 49 جنديا وجرحت 411 آخرين وقنصت أكثر من 50 جنديا في عملياتها ضد القوات الإسرائيلية خلال 22 يوما من العدوان. كما قالت الكتائب إنها أطلقت أكثر من ألف صاروخ وقذيفة على مستوطنات وقواعد عسكرية وتجمعات لقوات الاحتلال وفجرت أكثر من ثمانين عبوة في آليات عسكرية إسرائيلية وتمكنت من إعطاب أو تدمير نحو خمسين آلية عسكرية. كما أكدت أنها أسقطت طائرة استطلاع واحدة وأصابت أربع طائرات هجومية إسرائيلية. أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقالت اليوم الأحد إن 34 من عناصرها استشهدوا في العملية العسكرية الإسرائيلية. وأوضحت السرايا "أن من بين الشهداء اثنين من وحدة الاستشهاديين التي تم تجهيزها لشن عمليات فدائية ضد القوات الإسرائيلية". من جهة أخرى تبنت السرايا إطلاق 235 صاروخا من طراز قدس وقذيفة هاون باتجاه المواقع والتجمعات الإسرائيلية. كما أعلنت السرايا مسئوليتها عن إطلاق 27 قذيفة آر بي جي وتفجير 35 عبوة ناسفة بآليات وناقلات جند وقوات خاصة ووحدات من المشاة وقنص سبعة من الجنود. مصدر الصور ( الجزيرة نت)-