أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الوضع في سورية يتجه نحو الأسوأ، ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا سبيل لحل الأزمة السورية إلا بالحل السياسي. وقال في مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية امس: «للأسف، الوضع في سورية يتجه نحو الأسوأ والمزيد من استخدام العنف، ما يحدث في سورية من تطورات متلاحقة ومتسارعة يقلقنا، لاسيما أنه يؤثر في أمن واستقرار المنطقة برمتها». ورأى أنه لا سبيل لحل الأزمة السورية إلا بالحل السياسي، وقال: «يجب تكثيف الجهود العربية والدولية لإنهاء الأزمة سياسيا، فالتركيبة المعقدة للمجتمع السوري تزيد من تعقيدات الأزمة وخطورتها»، وعن الوضع في لبنان، قال: نتابع باستمرار تطورات الأوضاع في لبنان الشقيق. وتقلقنا بطبيعة الحال أحداث العنف والاشتباكات التي حدثت أخيرا ، خصوصا في مدينة طرابلس، وهذه نتيجة مباشرة لتأزم الأوضاع في سورية وانعكاساتها على لبنان بحكم الامتدادات السياسية والديموغرافية. ونتمنى أن تسود الحكمة ولغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الاحتقان والاصطفاف، فالمنطقة لا تحتمل بؤر توتر جديدة». وعن قضية السلام مع إسرائيل، قال: واجبنا كدول عربية مؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية الاستمرار في الضغط عربيا وإقليميا ودوليا لفرض القضية الفلسطينية على أجندة الأولويات الدولية، حل الدولتين يواجه صعوبات حقيقية، ولكن لا يوجد بديل يحقق طموح وحقوق وأماني الشعب الفلسطيني واحتياجات إسرائيل للأمن». ورأى أن هناك فرصة تاريخية لتحقيق استحقاقات السلام، موضحا: «هناك فرصة تتمثل في طبيعة الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل، والذي يتمتع بغالبية قوية، ما يمكن هذه الحكومة الإسرائيلية من الوصول إلى حلول تاريخية». وندد بمحاولات إسرائيل تغيير الواقع الديموغرافي في القدس، مشددا: «على إسرائيل أن تغير من فلسفتها ونظرتها تجاه هذه البقعة الطاهرة والعزيزة على قلوبنا». وأكد في الوقت نفسه على الالتزام بمعاهدة السلام مع إسرائيل، معتبرا أن القنوات الديبلوماسية المفتوحة بين الجانبين ساعدت كثيرا في حل مشاكل سياسية وأمنية، كما ساعدت على تقديم العون الإنساني للأشقاء الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة عبر السنين الماضية، خصوصا خلال وقت الأزمات. وعلق على الوضع الحالي في مصر بالقول:»نتابع باهتمام مسار التطورات السياسية هناك، ونحترم إرادة الشعب المصري، خصوصا المتصل منها بالانتخابات الرئاسية، وكلنا ثقة بأن الشعب المصري قادر على النهوض ومجابهة التحديات ومواصلة مسيرة بناء الدولة ومؤسساتها». وعن دور بلاده في إعداد الجيش الليبي وتدريبه، قال: «نستضيف وحدات من الشرطة الليبية لتلقي التدريب المناسب الذي يمكنها من القيام بواجباتها ومسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وسيستمر الأردن في القيام بواجبه تجاه أشقائه العرب كلما استدعت الحاجة».