الاستعداد المبكر والمسح الوقائي ورصد المخاطر الافتراضية تجسد مفهوم الوقاية هي الغاية كتب : طلال الحداد بخطوات محسوبة تنم عن دقة في التخطيط ووعي بالمخاطر المحتملة, رافقت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج, حجاج بيت الله الحرام وشكلت عبر خطة انتشار وحداتها الميدانية وطائرات الدفاع المدني, مظلة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في حج هذا العام, من خلال الاستعداد المبكر وتكامل برامج التدريب العامة والتخصصية, ورقي المواصفات الفنية للمعدات والآليات, وقبل ذلك كله استشعار ضخامة المسؤولية في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وقد بدأت مراحل تنفيذ هذه المظلة الوقائية, كما تشير الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني بالحج عقب انتهاء موسم الحج العام الماضي, بدراسة تقويمية شاملة للتعرف على الإيجابيات والسعي إلى تقييمها والوقوف على السلبيات والعمل على تلافيها دون تهويل أو تهاون. وتواصلت أعمال بناء مظلة السلامة لضيوف الرحمن, بالرصد الدقيق لكافة المستجدات والمتغيرات التي يمكن أن تؤثر خطراً على حجاج بيت الله الحرام في جميع مناسك الحج, ومنها المتغيرات المناخية وما قد يترتب عليها من سقوط الأمطار وجريان السيول, أو التغيرات في بيئة المشاعر مثل الانهيارات الصخرية في المناطق الجبلية أو التلوث البيئي, وإعداد خريطة شاملة بكافة المخاطر الافتراضية المحتملة, يؤكد هذا ما أعلنه معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري, من رصد 12 خطراً افتراضياً قبل بدء أعمال الحج والتحديد الدقيق لهذه المخاطر. وعلى ضوء عملية الرصد الدقيق لكافة المخاطر المحتملة, والمواقع المعرضة لها, بدأت مرحلة التخطيط للتعامل معها. وشملت هذه المرحلة إجراءات المسح الوقائي للعاصمة المقدسة والمشاعر, من خلال فرق متخصصة مهمتها إزالة كل أسباب المخاطر أن أمكن, وإيجاد آليات للإنذار بشأن المخاطر التي ليس بالإمكان علاج الأسباب التي تؤدي إليها كالأمطار والسيول والزلازل, مع الحرص على الاستعداد الكامل لمواجهة هذه الأخطار والتخفيف من آثارها. وتضمنت هذه المرحلة أيضاً حصر احتياجات الدفاع المدني من القوى البشرية والآليات والمعدات, وتحديد مواقع انتشارها تبعاً للمخاطر المحتملة, بالإضافة إلى إعداد خطط تفصيلية لمواجهة كل خطر من هذه المخاطر على حده. وهو الأمر الذي أعلنه بوضوح الفريق التويجري عقب اعتماد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز, النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء, وزير الداخلية, رئيس لجنة الحج العليا, لخطة تدابير الدفاع المدني. وتجلت سلامة التخطيط في استيعاب الخطة للمشروعات الجديدة في المشاعر المقدسة, وفي مقدمتها مشروع قطار المشاعر المقدسة, وفي مقدمتها مشروع قطار المشاعر, والتنسيق المبكر مع الشركة لاتخاذ التدابير الوقائية منها وتنفيذ عدد من ورش العمل لتنمية قدرات رجال الدفاع المدني على التعامل مع حوادث القطارات. ومن التخطيط إلى التنفيذ, حملت الأرقام والإحصائيات الخاصة بقوات الدفاع المدني في الحج دلالات واضحة على جاهزيتها لأداء مهامها, في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن, واستفادتها من التقنيات الحديثة لتحقيق هذا الهدف, فهناك أكثر من 13 ألف ضابط وفرد وموظفاً مدنياً يشاركون في تنفيذ الخطة تدعمهم أكثر من 4000 آلية ومعدة متعددة الاستخدامات, تشمل على معدات حديثة, تشارك في أعمال الحج لأول مرة, و15 طائرة من أسطول طيران الدفاع المدني المجهزة بأحدث التقنيات. ومن خلال خارطة دقيقة وواضحة لمواقع المخاطر الافتراضية بدأت خطة انتشار هذا العدد الكبير من القوات والمعدات, في هذه المواقع الخطرة, مع تحديد دقيق لمهام الوحدات والفرق الميدانية. فهناك فرق التوعية التي تستقبل الحجاج في المطارات والمنافذ البرية عند وصولهم إلى المملكة وتقدم لهم الهدايا التوعوية وإرشادات السلامة والوحدات المنتشرة على كافة الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة والمدينة المنورة, وفرق لكشف متطلبات السلامة بمساكن الحجاج, وفرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف في محيط الحرم والمسجد النبوي, ودوريات السلامة والحماسة المدنية التي ترصد كل ما يهدد سلامة الحجيج في المشاعر, ومراكز العمليات التي ترصد حركة الحجاج عبر مئات الكاميرات التليفزيونية بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة, وتكتمل جاهزية قوات الدفاع المدني المشاركة بالحج من خلال عشرات الفرضيات التدريبية لفرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والتدخل السريع للتعامل مع حوادث المواد الخطرة, وفرق الإخلاء الطبي والإنقاذ المائي, بالإضافة إلى دورات مكثفة لرفع اللياقة البدنية وعلاج أي قصور يتم اكتشافه من خلال هذه الفرضيات التي تحاكي الواقع. وتحسباً لكافة المخاطر, والتي قد تتطلب مواجهتها دعم قوات الدفاع المدني بوحدات مساندة عالية التخصص وضعت قوات الطوارئ الخاصة للدفاع المدني على أهبة الاستعداد للدعم والإسناد. ولم تغفل الخطة احتمالات الاضطرار إلى إخلاء أعداد كبيرة من الحجاج إلى مواقع أمنة في حالات حوادث كبيرة, فتم تجهيز أربعة معسكرات للإيواء في منى ومزدلفة وعرفات, مع إمكانية استخدام المدارس والجامعات والمباني الحكومية كمراكز للإيواء وتخصيص عدد كبير من الحافلات لنقل الحجاج إلى هذه المراكز وخدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والإعاشة للحجاج في هذه المراكز. وانطلاقاً من الحرص على ترسيخ مفهوم الدفاع المدني للسلامة, باعتبارها مسؤولية جماعية لكل الهيئات والوزارات والأجهزة وحتى الأفراد, تعاملت خطة الدفاع المدني بروح الفريق مع كافة الجهات المعنية بتنفيذ تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج, وحرصت على التواصل مع الحجاج أنفسهم عبر اللوحات التوعوية ورسائل الجوال, وقناة " اليوتيوب " وصفحة الدفاع المدني على موقع " فيس بوك "وفرق التوعية الجوالة وكلها معطيات تدعو للتفاؤل – بمشيئة الله تعالى – بنجاح خطة تدابير الدفاع المدني في تحقيق أهدافها النبيلة والإنسانية