أطلق المتمردون الحوثيون كل الأسرى المدنيين والعسكريين المحتجزين لديهم والبالغ عددهم 178 شخصاً، وفق ما أعلن لوكالة فرانس برس وسيط مكلف بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في شمال البلاد. وقال علي ناصر قرشة الوسيط الرئيسي بين السلطات والحوثيين، مساء الثلاثاء 16-3-2010، "لقد تم 178 أسيراً في صعدة من الجنود والضباط والمدنيين". وأضاف أن هذه العملية تمت "مقابل وعود من الرئيس (علي عبدالله صالح) بالإفراج عن المعتقلين الحوثيين"، دون أن يوضح عدد هؤلاء المعتقلين. وتعهد المتمردون بإطلاق سراح جميع العسكريين النعتقلين لديهم خلال "48 ساعة"، وأكدوا التزامهم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى في 12 شباط (فبراير) الماضي نزاعاً مسلحاً دام ستة أشهر في شمال البلاد. وأكد المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام في اتصال هاتفي "خلال 48 ساعة بإذن الله سيتم الإفراج عن المعتقلين العسكريين لدينا بناء على الاتفاق المبرم مع اللجنة" التي تشرف على تطبيق وقف إطلاق النار. وكان مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا التي تشرف على تطبيق اتفاق الهدنة في صعدة (شمال) قد أعرب عن "أسفه لتلكؤ العناصر الحوثية في تطبيق النقاط الست وتنفيذ آلياتها"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية. وذكر المصدر "أن العناصر الحوثية ما زالت تضع العراقيل أمام اللجان لتنفيذ مهامها بالشكل المطلوب، طبقاً لما ورد في النقاط الست وآلية تنفيذها، والتي سبق لعبد الملك الحوثي (زعيم التمرد) أن التزم بها". ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به منذ 12 شباط (فبراير) الماضي، يتعين على المتمردين الحوثيين تطبيق بنود ستة اشترطتها الحكومة ووافقوا عليها. وتتضمن البنود الستة "الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام وإنهاء التمترس في المواقع والطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية"، بالأضافة إلى "إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية وإطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين والالتزام بالدستور والنظام والقانون". كما يشمل الاتفاق "الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية" التي دخلت على خط النزاع مع الحوثيين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد تسلل عناصر من التمرد إلى أراضيها ومقتل أحد حراس حدودها بأيدي هؤلاء. واندلعت "الحرب السادسة" بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في 11 آب (أغسطس) 2009 في شمال اليمن، وهي الجولة السادسة في نزاع أسفر منذ 2004 عن سقوط آلاف القتلى ونزوح 250 ألف شخص.