كشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، أن عدد المرضى الذين اشتروا أعضاء بشرية من خارج المملكة وصل إلى 840 مريضًا خلال الأعوام العشرة الماضية، مشيرًا إلى أن أعداد هؤلاء في تناقص بعد منع الصين عمليات بيع وزراعة الأعضاء بطرق غير نظامية. وقال "شاهين" إن إيقاف الصين تجارة الأعضاء مطلع هذا العام، سيسهم في الحد من انتشار سماسرة الأعضاء البشرية الذين يتاجرون بها مقابل مبالغ طائلة مستغلين حاجة المرضى للأعضاء من كافة الدول الأخرى"، موضحًا أن المملكة لا تشتري الأعضاء البشرية من الخارج، ومن يقدم على ذلك هم المرضى؛ حيث يشترونها ثم يزرعونها في مستشفيات خارج المملكة مقابل مبالغ باهظة، بحسب "الوطن" الاثنين (5 يناير 2015). وأضاف شاهين أن التحفيز على عملية التبرع بالأعضاء من أهم أولويات المركز، وأنهم بصدد البدء في برنامج جديد متصل بأطباء أقسام العناية المركزة في المستشفيات، وذلك من أجل تثقيفهم بأهمية التبرع بالأعضاء، وإطلاعهم على جميع ما يخص التبرع. وأوضح أن الهدف من البرنامج هو معرفة المتوفين دماغيا من أجل الاستفادة من أعضائهم بعد أخذ موافقة أسرهم. وأضاف: "يجب أن يكون هناك اعتماد محلي في المملكة على التبرع بالأعضاء وتوفر المتبرعين بتنشيط كافة البرامج والحملات التي تحث الأشخاص على التبرع بعد الوفاة". وأكد شاهين أن المملكة لديها الإمكانات الطبية التي تخولها لإجراء زراعة كافة الأعضاء البشرية عن طريقها، موضحًا أن المشكلة تكمن في توفر عدد المتبرعين، وهذا من المفترض أن يتم العمل عليه خاصة بعد أن أعلنت الصين التوقف عن بيع الأعضاء، مشيرا إلى أن المملكة لم تكن من ضمن الدول التي كانت تقوم بشراء أعضاء بشرية من الصين ومن يقوم بذلك هم المرضى أنفسهم ممن يسافرون إلى الصين ويتواصلون مع سماسرة الأعضاء للحصول على مطلبهم وهذا مخالف تماما لكافة القوانين. وأشار "شاهين" إلى أن زراعة القلب والرئة في المملكة شهدت تطورًا ملحوظًا؛ حيث تمت زراعة 30 قلبًا العام المنصرم، ما يدل على تزايد أعداد المتبرعين من المتوفين دماغيا. وأشار "شاهين" إلى أن عدد الحالات المرضية المحتاجة لزراعة القلب تبلغ 200 حالة سنويا، ولكن لا بد أن تكون هناك عملية توازن أي توافق بين المتبرع والمستقبل لذلك العضو من ناحية الحجم والعمر وغيرها من الاشتراطات التي لا بد أن تتوفر حتى يتم التوازن بين المتبرع والمريض. وأوضح أنه "في عام 2013 كان عدد المتبرعين بالقلب 65 حالة، وتم الاستفادة فقط من 21 حالة لزراعة قلب كامل، كما تم استئصال 19 قلبًا للاستفادة منها في زراعة الصمامات البشرية، وذلك في مستشفى الملك فيصل للتخصص بالرياض"، مشيرا إلى أن عدد زراعة القلب العام الماضي زادت وذلك لعدة أسباب منها توفر عدد المتبرعين من المتوفين دماغيا، وذلك لأن عملية زراعة القلب تتطلب وجود المتبرع بنفس الوقت ولا يحتمل المستقبل "المريض" الانتظار، كاشفا أنه قد يكون في كثير من الأحيان عدد من المتبرعين بالقلب ولكن لا يوجد مرضى محتاجون، وأحيانا يحدث العكس.