في الوقت الذي وصل فيه عدد المرضى الذين اشتروا أعضاءً بشرية من خارج المملكة إلى 840 مريضا خلال الأعوام العشرة الماضية، كشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أنهم بصدد البدء في برنامج جديد من شأنه زيادة عدد المتبرعين. وقال شاهين في تصريحات إلى "الوطن": "إن إيقاف الصين لتجارة الأعضاء مطلع هذا العام، سيسهم في الحد من انتشار سماسرة الأعضاء البشرية الذين يتاجرون بها مقابل مبالغ طائلة مستغلين حاجة المرضى للأعضاء من كافة الدول الأخرى"، موضحا أن المملكة لا تشتري الأعضاء البشرية من الخارج ومن يقدم على ذلك هم المرضى؛ حيث يشترونها ثم يزرعونها في مستشفيات خارج المملكة مقابل مبالغ باهظة. وكشف شاهين أن عدد المرضى الذين يشترون هذه الأعضاء من الخارج بلغ 840، مشيرا إلى أن أعداد هؤلاء في تناقص وذلك بعد منع الصين لعمليات بيع وزراعة الأعضاء بطرق غير نظامية. وأضاف شاهين أن زراعة القلب والرئة في المملكة شهدت تطورا ملحوظا حيث تمت زراعة 30 قلبا العام المنصرم، ما يدل على تزايد أعداد المتبرعين من المتوفين دماغيا. وقال: "إنه في عام 2013 كان عدد المتبرعين بالقلب 65 حالة، وتم الاستفادة فقط من 21 حالة لزراعة قلب كامل، كما تم استئصال 19 قلبا للاستفادة منها في زراعة الصمامات البشرية، وذلك في مستشفى الملك فيصل للتخصص بالرياض"، مشيرا إلى أن عدد زراعة القلب العام الماضي زادت وذلك لعدة أسباب منها توفر عدد المتبرعين من المتوفين دماغيا، وذلك لأن عملية زراعة القلب تتطلب وجود المتبرع بنفس الوقت ولا يحتمل المستقبل "المريض" الانتظار، كاشفا أنه قد يكون في كثير من الأحيان عدد من المتبرعين بالقلب ولكن لا يوجد مرضى محتاجون وأحيانا يحدث العكس. وأشار شاهين أن عدد الحالات المرضية المحتاجة لزراعة القلب تبلغ 200 حالة سنويا، ولكن لابد أن تكون هناك عملية توازن أي توافق بين المتبرع والمستقبل لذلك العضو من ناحية الحجم والعمر وغيرها من الاشتراطات التي لابد أن تتوفر حتى يتم التوزان بين المتبرع والمريض. وأضاف شاهين أن التحفيز على عملية التبرع بالأعضاء من أهم أولويات المركز، حيث يعمل على إطلاق برنامج متصل بأطباء أقسام العناية المركزة في المستشفيات، وذلك من أجل تثقيفهم بأهمية التبرع بالأعضاء وإطلاعهم على جميع ما يخص التبرع. وأوضح أن الهدف من البرنامج هو معرفة المتوفيين دماغيا من أجل الاستفادة من أعضائهم بعد أخذ موافقة أسرهم. وأكد شاهين أن المملكة لديها الإمكانات الطبية التي تخولها لإجراء زراعة كافة الأعضاء البشرية عن طريقها، موضحا أن المشكلة تكمن في توفر عدد المتبرعين، وهذا من المفترض أن يتم العمل عليه خاصة بعد أن أعلنت الصين التوقف عن بيع الأعضاء، مشيرا إلى أن المملكة لم تكن من ضمن الدول التي كانت تقوم بشراء أعضاء بشرية من الصين ومن يقوم بذلك هم المرضى أنفسهم ممن يسافرون إلى الصين ويتواصلون مع سماسرة الأعضاء للحصول على مطلبهم وهذا مخالف تماما لكافة القوانين. وأضاف: "يجب أن يكون هناك اعتماد محلي في المملكة على التبرع بالأعضاء وتوفر المتبرعين بتنشيط كافة البرامج والحملات التي تحث الأشخاص على التبرع بعد الوفاة". وفيما يخص التبرع بالرئة أكد شاهين، أن أطباء المركز السعودي لزراعة الأعضاء نجحوا في زراعة هذا العضو بنجاح، ففي عام 2013 بلغ عدد الأعضاء المتبرع بها 66 عضوا وتم استئصال 18 منها في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، حيث زرعت 3 رئات منفردة لثلاثة مرضى، وكذلك تمت زارعة 14 رئة كرئات مزدوجة ليصبح عدد المرضى الزراعين 17، بينما العام الماضي 2014 تمت زراعة 18 رئة.