أصدر القاضي العسكري الأميركي الذي يشرف على محاكمات غوانتانامو للمتهمين الخمسة المزعومين في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر أمرا بالحفاظ على سرية خبرات المتهمين في السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه). وهو الأمر الخاص بحماية المعلومات السرية في القضية وقعه في السادس من كانون الأول/ ديسمبر القاضي الكولونيل جيمس بول ونشر امس الأربعاء. ولا يقتصر الأمر على الوثائق المصنفة على أنها "سرية للغاية" من قبل وكالة الاستخبارات المركزية أو التي تصدرها الحكومة، ولكنه يحظر أيضا الكشف عن "الملاحظات والخبرات" الخاصة بالمتهمين في البرنامج السري للوكالة للسجن والاحتجاز والاستجواب. وبول هو كبير القضاة المشرف على محاكمات جرائم الحرب التي أنشأتها الولاياتالمتحدة لمحاكمة معتقلين أجانب بتهم متصلة بالارهاب في القاعدة البحرية الاميركية في خليج غوانتانامو في كوبا. ويواجه المتهمون في قضية هجمات 11 ايلول، ومنهم العقل المدبر المزعوم لمؤامرة الهجمات بطائرات مخطوفة خالد شيخ محمد واربعة معتقلين آخرين، تهما قد تصل عقوبتها إلى الإعدام. وقد احتجز الخمسة جميعا في سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من وقت اعتقالهم في عامي 2002 و2003 حتى تم إرسالهم إلى غوانتانامو في عام 2006. وقالوا جميعا انهم تعرضوا للتعذيب على أيدي سجانيهم الأميركيين، وأقرت وكالة الاستخبارات الاميركية بأنها عرّضت شيخ محمد لأسلوب الإغراق الوهمي 183 مرة. ويحظر الأمر الذي اصدره القاضي بول الكشف عن اي معلومات من شأنها الإفصاح عن المكان الذي كانوا محتجزين فيه أو الأسماء او الهويات أو الوصف البدني لأحد ممن ساهموا في اعتقالهم ونقلهم وحبسهم واستجوابهم وأي تفاصيل بشأن أساليب الاستجواب التي تعرضوا لها. وكان مدّعون طلبوا اصدار هذا الأمر قائلين انه ضروري لمنع الكشف عن معلومات قد تؤدي إلى أضرار جسيمة بأمن الولاياتالمتحدة وحلفائها. ووصف محامو الدفاع وأنصار الحريات المدنية الأمر بانه محاولة لإخفاء التعذيب وفرض رقابة على ذكريات المتهمين. وجاء إصدار الأمر في حين تدرس لجنة استخبارات مختارة من مجلس الشيوخ مسألة هل ينبغي نشر تقرير من أكثر من 6000 صفحة يتضمن تحليل برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للحبس والاستجواب الذي بدأ العمل به بعد هجمات 11 ايلول. ومن المتوقع أن يلقي التقرير الضوء عما اذا كان التعذيب اسفر عن المعلومات التي ادت الى اكتشاف مكان أسامة بن لادن. وكانت قوات اميركية خاصة قتلت زعيم القاعدة في غارة على مجمع في بلدة أبوت آباد في باكستان عام 2011.