دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي إلى مكافحة وتجفيف منابع الإرهاب الذي قال إن بلاده تعاني منه. جاء ذلك خلال كلمته الأربعاء (24 سبتمبر 2014)، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف السيسي في كلمته، التي بدأها بتحية المصريين وختمها بتحية شعوب الأرض، في اجتماعات الدورة ال69 للجمعية الأممية: "إن مصر عانت من الإرهاب منذ عشرينيات القرن الماضي"، مسردًا تفاصيل ذلك الإرهاب في عبارات موجزة، تحمل إشارات إلى جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة المصرية في ديسمبر الماضي بأنها "إرهابية". وقال الرئيس المصري في كلمته التي تناقلتها: "بدأت ويلات ذلك الإرهاب حين بدأت إرهاصات هذا الفكر البغيض تبث سمومها، مستترة برداء الدين للوصول إلى الحكم وتأسيس دولة الخلافة، اعتمادا على العنف المسلح والإرهاب كسبيل لتحقيق أغراضها، وهو ما أفرز حفنة من المتطرفين ترتكب الفظائع باسم الدين". ودعا السيسي إلى تجفيف منابع الإرهاب، مخاطبًا الحضور بقوله إن "الإرهاب وباء لا يفرق في تفشيه بين مجتمع نام أو متقدم .. فالإرهابيون ينتمون إلى مجتمعات متباينة، لا تربطهم أي عقيدة دينية حقيقية، مما يحتم علينا التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم للتنظيمات الإرهابية". ورسم السيسي، في كلمة دامت 15 دقيقة، للحضور ملامح "مصر الجديدة" بقوله: "دولة تحترم الحقوق والواجبات وتضمن العيش المشترك لمواطنيها دون إقصاء وتمييز ودولة تحترم وتفرض سلطة القانون وحرية الرأي للجميع وتكفل حرية العقيدة والعبادة لأبنائها وتسعى بإصرار إلى تحقيق النمو والازدهار". وتطرق إلى الوضع الاقتصادي الذي تمر به بلاده قائلا: "بدأت مصر في تنفيذ برنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية خلال 2030، يستهدف الوصول إلى اقتصاد سوق حر، قادر على جذب الاستثمارات في بيئة أمنية مستقرة". وأشار خلال كلمته إلى مشروع قناة السويس الجديدة بقوله إنه "هدية الشعب المصري إلى العالم ما يؤكد حرص مصر الجديدة على بناء غد أفضل"، داعيًا الحضور إلى المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في القاهرة خلال فبراير المقبل، "من أجل تحقيق التنمية وبناء المستقبل للمنطقة بأكملها". وتطرق إلى الأوضاع في كل من ليبيا وسورياوالعراقوفلسطين، بالتأكيد على موقف بلاده من التطورات في تلك الدول. فعن ليبيا، المجاورة لبلاده والتي تشهد اقتتالا بين كتائب مسلحة لبسط السيطرة، قال إنه "ينبغي وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التي ترفع السلاح، وتلجأ للعنف ولا تعترف بالعملية الديمقراطية". ومتحدثا عن سوريا، قال الرئيس المصري: "أثق في إمكانية وضع إطار سياسي يكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري، وبلا مهادنة للإرهاب أو استنساخ لأوضاع تمرد السوريون عليها". وبشأن العراق، اعتبر السيسي أن "تشكيل حكومة جديدة وحصولها على ثقة البرلمان تطور هام يعيد الأمل في تحسن الأوضاع". وحذر من أن "استمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه يوفر مدخلا لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، واختلاق المحاور التي تفتت النسيج العربي، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم". وتضمنت كلمة السيسي، التي قوبلت بتصفيق ثلاث مرات، دعوة أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى دعم ترشح بلاده لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعامي 2016 و2017.