تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلثاء رسالة شخصية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حملها إليه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان. واستقبل السيسي وزير الدفاع الفرنسي، في حضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي و نيكولا غاليه سفير الجمهورية الفرنسية إلى القاهرة، ولويس فاسى المستشار الخاص لوزير الدفاع الفرنسي. وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأوضاع في الشرق الأوسط، وبخاصة التطورات التي تشهدها كل من العراق وسورية وليبيا. وأكد وزير الدفاع الفرنسي الأهمية التي توليها بلاده لعلاقاتها مع مصر، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الدور الإقليمي لمصر في منطقة الشرق الأوسط أو القارة الأفريقية، إذ أن زيارته تأتي بعد أقل من شهرين من زيارة وزير الخارجية الفرنسي في 19 تموز (يوليو) 2014. وأعرب عن تطلع الرئيس الفرنسي للقاء الرئيس المصري على هامش فعاليات الدورة 69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وصرح الناطق الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي، أن الرئيس المصري حذر من مخاطر انتشار النزعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في أفريقيا، والتي ستمتد لا محالة إلى أوروبا، وبخاصة دول شمال المتوسط، ومن هنا تأتي أهمية تضافر الجهود المصرية الفرنسية، في إطار تكاتف جهود المجتمع الدولي، لدحر الإرهاب واجتثاث هذه الظاهرة من جذورها. وأكد السيسي "ضرورة عدم اقتصار المواجهة على تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن من الأهمية بمكان أن يمتد ليشمل كل البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا، في إطار إستراتيجية شاملة". وفي الموضوع الفلسطيني، أشار السيسى إلى ضرورة البناء على الهدنة التي سبق التوصل إلى مثلها من قبل، إلا أن هذا لم يحل دون تكرار التصعيد وإعادة تدمير غزة بعد سنوات عدة، معرباً عن أهمية العمل على تحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولاسيما وأن التجربة أثبتت أن في استمرار القضية الفلسطينية من دون تسوية يزيدها تعقيداً وكلفة لكلا الطرفين، فضلاً عن محيطهما الإقليمي، مشدداً على أن تجاهل تسوية القضية لعقود طويلة كان له إسهامه على مستوى انتشار الإرهاب في المنطقة. وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة الليبية، أشار السيسي إلى "أهمية مساندة الحكومة الجديدة برئاسة عبد الله الثني والبرلمان الليبي المنتخب المعبر عن إرادة الشعب الليبي". وشدد على ضرورة أن يصدر عن المجتمع الدولي رسالة تأييد واضحة لإرادة الشعب الليبي وأخرى لا تقل وضوحاً إزاء من يساندون قوى التطرف والإرهاب الساعية لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح في ليبيا.