يصدر الثلاثاء (9 سبتمبر 2014) كتاب جديد لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، تحت عنوان: "النظام العالمي: تأملات في شخصية الأمم ومسار التاريخ"، ويتناول خلاله تأثير الخوف من الفوضى التي تشهدها الدول العربية والعالم الإسلامي على استقرار العالم وأمنه. ويعتقد كيسنجر، خلال كتابه، أن هذا الخطر ناشئ عن انهيار الدولة التي لم تعد قادرة على فرض هيبتها على أراضيها، وظهور قوى غير الدولة تقوم بفرض هيمنتها وسلطتها على مناطق سيادتها، كما يرى أن خريطة الجهاديين تمتد على مساحات كبيرة من العالم الإسلامي من العراق وسوريا إلى أفغانستان واليمن والصومال ومالي. ويدور كتاب "النظام العالمي" حول مفهوم النظام في الفترة المعاصرة، والتي تشهد اضطرابات، ابتداء من اندلاع حرب أهلية في ليبيا إلى إعلان ما يُسمى بالدولة الإسلامية في العراق وسوريا، واقتراب التجربة الديمقراطية الوليدة في أفغانستان من الانهيار، واضطراب العلاقات الأمريكية مع روسيا والصين. وتحدث كيسنجر، في مقابلة مع الإذاعة العامة الوطنية الأمريكية عن الكتاب، حيث أكد أنه حذر فيه من خطورة الحزام الشيعي الممتد من طهران مارًّا عبر بغداد وحتى بيروت، وهو ما يعطي فرصة لإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية تحت المسمى الشيعي، مؤكدًا أن ذلك يُعطي قوة هائلة لإيران من الناحية الاستراتيجية. وقال: "إيران تمثل مشكلة أكبر من (داعش)، حيث إن الأخير هو مجرد مجموعة من المغامرين الذين يعتنقون أفكارًا عنيفة، ويتعين على مثل هذا التنظيم الاستيلاء على مزيد من الأراضي قبل أن يصبح واقعًا استراتيجيًّا دائمًّا، ولهذا السبب تعتبر مواجهة داعش هامة، غير أن من السهل إدارتها عن تلك مع إيران". وأضاف وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأسبق: "قتل الأمريكيين ذبحًا على مرأى من المشاهدين عبر التلفزيون يُعد إهانة للولايات المتحدة، وهو العمل الذي لا يجب أن يمر بدون عقاب، وأدعو إلى شن هجوم قوي ضد داعش يوازي عملية قتل الأمريكيين، ولا بد من وضع أهداف استراتيجية لإحباط أهدافهم من خلال القوة الجوية، وليس عن طريق إرسال قوات برية". وأكد أنه يمكن حشد العديد من الدول الأخرى والجماعات المحلية لقتال تنظيم داعش إلى أن يتم تدميره.