في ظل ما تشهده بلاده من هجمات مسلحة تهدد تماسك الدولة ككل، اعتبر مفتي العراق الشيخ رافع الرفاعي أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا ب"داعش" صناعة إيرانية، مؤكدًا أن أمريكا سلمت العراقلإيران على طبق من ذهب. وأضاف "الرفاعي" في تصريحات لصحيفة "المدينة" الأحد (24 أغسطس 2014): "إن غالبية الأحزاب الشيعية في العراق تكفيرية، لافتًا إلى أن أهل السنة في العراق يتعرضون لكافة أعمال القتل والاعتقال والتعذيب والتنكيل من جانب الميليشيات الشيعية". وأوضح على هامش زيارته للرابطة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، أن قيادات "داعش" تدربت في إيران، بينما تم تسليحهم عبر جيش رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لافتًا إلى أنه طلب كثيرا من أهالي وأبناء المناطق والمدن قتال التنظيمات الإرهابية. ورأى المفتي أن "الوضع في العراق أصبح مخيفًا، حيث تشعب اللاعبون الخارجيون في العراق وتمددوا، فهناك الميليشيات المتطرفة التي تدربت في إيران والتي لم تترك حرمة إلا وانتهكتها، ووصلت في كل بيت عراقي"، متابعا: "حتى أنني لم أسلم من هذه الانتهاكات، وقد فقدت أخوين لي أحدهما لم نجد جثته حتى الآن". وأشار المفتي إلى أن إيران تهدف من وراء وجود داعش في العراق إلى أن تكون بغداد تحت السيادة الإيرانية وحديقة خلفية لطهران، كما يهدفون إلى تقسيم العراق وبث الفتنة والقلاقل وإشاعة الفوضى والحرب الأهلية، وهي مخططات خبيثة وراءها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار "الرفاعي" إلى أن المأزق الذي يمر به العراق كان نتيجة الظلم والممارسات القمعية التي تصرفت بها الحكومة العراقية الطائفية السابقة بامتياز، مشيرًا إلى أن الخروج من هذا المأزق يأتي بتحصين أبنائنا ضد هذه الأفكار بداية. ولفت إلى أن "جميع الأحزاب الشيعية في العراق تكفيرية، تستبيح دماء أهل السنة وأعراضهم وأموالهم، ولكن الآن ما تعتبره الولاياتالمتحدةالأمريكية إرهابًا فهو إرهاب، وما لا تعتبره فهو ليس بإرهاب، وقد تعودنا الكيل بمكيالين من جانب الولاياتالمتحدة". وتابع أن "الأمريكان سلموا العراق على طبق من ذهب لإيران، وعاثوا في الأرض فسادًا في ظل أحقاد متراكمة وخلافات سياسية ومذهبية متراكمة بين البلدين لسنوات، ولا بد أن يكون رد فعلنا متزنًا، وعدم الانجراف إلى الرد المتسرع". وعن خطورة داعش على أرض العراق يقول الرفاعي إن التنظيم أعداده قليلة، ولكن كثيرين بدؤوا الانضمام له من العراق ومختلف الدول بسبب الفساد وظلم الميليشيات "مثلا فالشخص الذي يعلم بالاعتداء على أشقائه، ومن ثم يتم تدمير مسكنه ماذا تنتظر منه إلا الدخول في التنظيمات الإرهابية لمواجهة الظلم الذي يوجد التطرف؟". وأضاف أن التنظيم لا يسيطر سوى على 5%، ولكن هم الآن في ازدياد بسبب انضمام أعداد من العراقيين إليهم.