يبدو أن الأوضاع في العراق تتجه بشكل سريع للانفجار الطائفي؛ فكل المؤشرات تدل على أن المعركة الكبرى في بغداد هي معركة طائفية بامتياز، وذلك بعد تقارير رسمية، أفادت بدخول فرق من الحرس الثوري إلى العراق. وفي تقرير لقناة روسيا اليوم الناطقة باللغة الإنجليزية، حمل عنوان (هل الضربات الجوية الأمريكية لدعم هجوم للحرس الثوري الإيراني في العراق؟)، رأى التقرير أن هناك توافقاً أمريكياً إيرانياً لمواجهة المسلحين في العراق. وذكرت القناة نقلاً عن صحيفة الوول ستريت جورنال عن دخول فرق مسلحة من فيلق القدس إلى العراق لمساندة القوات العراقية في بغداد، ولحماية المقدسات الشيعية في العراق.
وأضاف التقرير بأنه من المستبعد أن ترسل الولاياتالمتحدةالأمريكية جنوداً على الأرض، لكنها ستعتمد على الحرس الثوري الإيراني لمقاتلة المسلحين بعد فشل الجيش العراقي وانهياره، في إشارة إلى أنه ربما هناك تنسيق عالٍ بين إيران وأمريكا لمواجهة الأوضاع في العراق. وعرض التقرير نبذة عن العلاقات الأمريكيةالإيرانية المتدهورة، لكنه ألمح إلى أن المصالح في العراق بين البلدين مشتركة.
وبحسب التقرير، فإذا ما سارت الأمور إلى هذا الاتجاه فالولاياتالمتحدة قد تجد نفسها في مواجهة حليفها التقليدي السعودية، التي تدعم المسلحين السنة في العراق. ونقل التقرير تصريحات عن مسؤولين إيرانيين أنهم يرون معركة بغداد معركة وجودية للشيعة.
وكان الأمير تركي الفيصل قد حذر من تعاون أمريكي إيراني في العراق، وهو الأمر الذي قال الأمير إنه يجعل الشخص يفقد صوابه.
من جهة ثانية، أكد مسؤول رفيع في الحكومة العراقية لCNN الجمعة أن إيران نشرت بالفعل ثلاث وحدات عسكرية من قوات الحرس الثوري في مناطق عدة بالعراق، في الوقت الذي جددت فيه طهران نفي أنباء عن دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق.
وقال المسؤول الأمني العراقي، الذي طلب من CNN عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، إن ثلاث وحدات من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني تتمركز في الوقت الراهن في محافظة "ديالى"، مشيراً إلى أن هذه الوحدات تضم نحو 500 مقاتل على الأقل.
وأشار المصدر نفسه إلى أن عناصر الحرس الثوري انضمت بالفعل إلى القوات الحكومية في معاركها ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف باسم "داعش"، الذي يسيطر مقاتلوه على مناطق واسعة في شمال العراق، وبدؤوا يتقدمون باتجاه الجنوب.
وفي طهران، نفى مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبدالله صحة أنباء دخول قوات عسكرية إيرانية إلى العراق، وقال في تصريحات أوردتها وكالة "فارس" للأنباء الجمعة إن "القوات المسلحة العراقية هبت بقوة لمواجهة الإرهابيين". وذكر المسؤول الإيراني أن "بطولات القوات المسلحة العراقية أدهشت عناصر داعش وحماتهم، وجعلتهم في حيرة من أمرهم"، معرباً عن ثقته بأن القوات العراقية ستقضي على من أسماهم "الإرهابيين والتكفيريين". وشدد على أن "الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم العراق في تصديه للإرهاب بكل قوة". وفي السياق نفسه، قالت الواشنطن بوست الأمريكية إن دعوة المرجع الشيعي السيستاني لحمل السلاح ومقاتلة المسلحين هي بمنزلة رسم خطوط معركة طائفية كبرى تحطم العراق. وأضافت الصحيفة نقلاً عن الأهالي في بغداد أن عشرات المجندين الشيعة شاركوا في الانضمام إلى المليشيات الطائفية، في مشهد يذكر بأحلك أيام الحرب الطائفية في العراق. من جهته، قال تقرير لرويترز إن مليشيا طائفية تستعد في بغداد لمعركة طائفية كما حدث في عام 2006. وأضاف التقرير بأن العشرات من المتطوعين انضموا إلى المليشيات عقب دعوة رجل الدين الشيعي علي السيستاني لحمل السلاح استعداداً للقتال وللدفاع عن المقدسات ومواجهة الإرهاب، على حد وصفه.