أجبر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب"داعش" أصحاب المحال التجارية في مدينة الموصل على وضع النقاب على وجوه عارضات الملابس "المانيكان"، ضمن الإجراءات التي يتخذها التنظيم بدعوى "تطبيق الشريعة الإسلامية" في مناطق سيطرته. ونشر موقع "إن بي سي نيوز"، صورة لأحد المحال التجارية في الموصل وقد تمت تغطية وجوه عارضات الملابس بحجاب أسود، وقالت مواقع إخبارية عالمية أخرى إن قرار داعش شمل الإناث والذكور دون تمييز، بحجة أنّ التماثيل التي تصور هيئة الإنسان بشكل كامل حرام، وأنّ فيها تشبّها بالأصنام"، وفقا ل"العربية. نت". ويأتي سلوك "داعش" ضمن العديد من سلسلة الممارسات الغريبة التي يفرضها التنظيم على سكان المناطق التي يسيطر عليها بحجة التقيّد بالشريعة الإسلامية، والتي تبلغ حدًا من الوحشية حينًا، والطرافة في أحيان أخرى، بحيث يصعب تصديقها. وفي الرقة، شكل داعش كتيبة "الخنساء" النسائية بعد سيطرته على المدينة، وتقودها "أم ريان" تونسية الجنسية، وتنتشر هذه الكتيبة في أنحاء المدينة وتتولى مهمة الكشف عن النساء المنتقبات للتأكد من هوياتهن، كما تمارس رقابة على اللباس الشرعي الذي يفرضه داعش على النساء، وتعتقل كل من لا ترتدي نقابًا أو تضع تحت النقاب أي شكل من أشكال الزينة. ويصف الناشط معاذ هويدي، مدير تنسيقية شباب الرقة، الممارسات الغريبة لكتيبة "الخنساء"، قائلا "بعض أفراد هذه الكتيبة يحملن عصيًا بأيديهن ويتجولن في الطرقات، لهنّ مهمة واحدة، أن يضربن المرأة على ساقها إن قامت برفع طرف الجلباب بينما تصعد الرصيف أو الدرج إذا ما بان طرف البنطال الذي ترتديه تحت الجلباب". وأضاف أن بعض أفراد هذه الكتيبة يعملن كخاطبات، إذ يقمن بإخبار مقاتلي داعش على العائلات التي يوجد عندها بنات بسن الزواج، وإذا ما بادر داعشي للزواج من إحدى هؤلاء النسوة يخشى الأب عواقب الرفض غالبًا، وهو ما أدى إلى زيجات فرضت فرضًا، انتهت في بعض الأحيان بانتحار الزوجة، وغالبًا ببقائها وحيدة بعد هجران المقاتل لها بعد عدة ليالٍ". وفي مدينة "الباب" في ريف حلب الشرقي، نقل ناشطون-فضلوا عدم ذكر أسمائهم- ، أن داعش أغلق محال "الزينة" الخاصة بالرجال في المدينة، بحجة أنها تخالف "القصات الشرعية"، في محاولة لمنع السكان من قص شعر الرأس أو الذقن لما فيه من "تشبّه بالكفار" ومخالفة لتعاليم "الدين الإسلامي"، بحسب معتقدات "داعش". ويمنع داعش الدخان والأرجيلة في جميع أماكن سيطرته، ويقوم بحرقها في الساحات العامة وفرض "حد" الجلد على المدخنين والمتاجرين بالسجائر، كما أنه يطبق "الحدود" كقطع يد السارق، وصلب "المرتد" إضافة لحادثتي رجم جرت في الأسبوع الماضي في "الرقة" على امرأتين قال "داعش" إنهما زانيتان محصنتان. ومنع داعش أطباء النسائية من ممارسة عملهم، ودعا النساء في مختلف المدن التي يسيطر عليها للتوجه إلى عيادات خاصة تشرف عليها طبيبات، وأغلق محلات الخياطة النسائية إذا لم يكن العامل أنثى، كما فرض أن تكون البائعة أنثى في محال ألبسة النساء. وأما في المناطق الريفية، فجرت عدة حوادث فرض فيها مقاتلو "داعش" على المزارعين تغطية أثداء الأبقار، بحجة أنها "فتنة"، إلا أن هذه الحوادث ظلت فردية تناقلها السكان دون أن تفرض على مناطق واسعة أو قرى بأكملها.