قال طارق مدني المستشار الطبي لوزارة الصحة السعودية، إن المملكة تشتبه في أن فيروس "كورونا" الذي أودى بحياة العشرات في المملكة ربما حملته إبل من القرن الإفريقي وإنها قد تمنع هذه الواردات إلى أن يتضح الأمر بصورة أكبر. وأضاف في تصريحات ل"رويترز" الجمعة (27 يونيو 2014) عبر الهاتف من جدة أن الخبراء يفحصون حاليا الإبل في الموانئ قبل أن تسمح السلطات بدخولها البلاد. وأوضح "مدني"، الذي يرأس المجلس الطبي الاستشاري لمركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة :"لدينا شكوك في أن المرض ربما يكون انتقل من خلال تجارة الإبل مع القرن الإفريقي، لكننا لم نتأكد من هذا بعد". وتابع إن القرار النهائي المتعلق بحظر واردات الجمال من المنطقة يرجع لوزارة الزراعة، مشيرا إلى أن الوزارة "لم تصدر بعد حظرًا رسميًا لواردات الإبل" وإن كان مسؤولون هناك أبلغوه أنه يجري بحث هذه الخطوة. وأضاف: "نستورد دائما جمالا من القرن الإفريقي... لكننا سنتوقف إلى أن تتوافر معلومات أكثر عما إذا كانت مصابة أم لا". وقال مدني "حيث إن هذا مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، فإننا نتعاون مع وزارة الزراعة للإجابة عن سؤال إن كانت هذه الجمال المستوردة من القرن الإفريقي هي المصدر المحتمل للعدوى". وأضاف مدني أن السعودية لديها إبل، لكن معظم تلك المستخدمة للذبح والتجارة تكون مستوردة من القرن الإفريقي. وتعد المملكة هي أكبر سوق على الإطلاق للماشية الآتية من الصومال إذ أن 70 في المائة على الأقل من الصادرات الصومالية تتجه إلى المملكة. ومعظم النسبة الباقية تتجه إلى دول شرق أوسطية مثل الإمارات واليمن وقطر ومصر. بحث ودراسة وفى السياق ذاته قالت ليزا موريلو وهي خبيرة في علم الفيروسات وتعمل في مختبر لوس ألاموس الوطني بالولايات المتحدة" إنها حللت بيانات خاصة بحالات الإصابة بفيروس كورونا بين البشر في الشرق الأوسط وواردات الإبل من القرن الإفريقي وتوصلت لنقطة لافتة تستدعي المزيد من البحث والدراسة. أضافت- في مقابلة تليفونية- أنها توصلت من خلال أبحاثها إلى نظرية تقر بأنها "افتراضية للغاية" تربط عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في دول شبه الجزيرة العربية بعدد الجمال التي استوردتها هذه الدول. مضيفة أن "هذا الارتباط لافت بقوة". ومضت قائلة "أهم شيء ينبغي فعله الآن -خارج السعودية والإمارات- هو تتبع حالات الإصابة بكورونا بين البشر والإبل في القرن الإفريقي وبخاصة في موانئ الصومال... فإن تبين وجود الفيروس في الإبل هناك فلماذا لا يكون موجودا بين البشر هناك أيضا؟". وقال مدني إن فرق الخبراء العاملة تحت إشرافه في مركز القيادة والتحكم تفعل هذا بالسعودية. ومضى قائلا "نجري حاليا دراسة على الإبل المستوردة من القرن الإفريقي... نأخذ عينات منها في الموانئ قبل أن نسمح بدخولها ونأخذ أيضا عينات من الأشخاص الذين يتعاملون معها لاختبارها مع الأجسام المضادة".