حاول محللون فك طلاسم المعادلة المعقدة لموقف المملكة، وشعوب الخليج، من تنظيم داعش، بالعراق. وعلى الرغم من تأكيدهم أن التقدم الذي يحققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على أرض الواقع بالعراق لن يحظى بقبول السعودية، إلا أن الخبراء أكدوا في الوقت نفسه أن الرياض لن تنحاز لطهران الداعم الأكبر لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مواجهة "داعش". أما اذا تم النظر لشعوب الخليج فقال الخبراء إن "الوضع في ظاهره بالعراق قد يبهج العديد منهم ، ظنا أن ذلك الانتصار الذي حققته داعش قد يعني تقويض دور إيران ونوابها في المنطقة إلا أن الوضع على أرض الواقع ليس بهذه البساطة". وقالت الكاتبة الأمريكية "ابيجال هوسلوهنر في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية السبت 14 يونيو 2014، إن السعودية لن تنحاز يوما لموقف إيران ولن تتقبل تقدم "داعش" بالعراق أيضا، عازية ذلك إلى علاقته بتنظيم القاعدة وخاصة قاعدة الخليج العربي الموجودة في اليمن. وفي مقالها التحليلي نقلت "هوسلوهنر" رئيسة مكتب الصحيفة بالقاهرة عن الباحث العراقي مصطفى العاني، مدير قسم الأمن القومي ودراسات مكافحة الإرهاب بمركز الخليج للأبحاث قوله إن: "الوضع في ظاهره بالعراق قد يبهج العديد من سكان الخليج ظنا منهم أن ذلك الانتصار الذي حققته داعش قد يعني تقويض دور إيران ونوابها في المنطقة إلا أن الوضع على أرض الواقع ليس بهذه البساطة". ورأت الكاتبة أن رأي العاني يؤكد ما تناقلته وسائل إعلام من تصريحات صادرة عن قيادات بالحرس الثوري الإيراني حول استعدادهم للمشاركة في القتال الدائر في العراق، وهو ما يعني أن تقدم داعش قد يتسبب في وجود عسكري إيراني أكبر على الحدود المشتركة بين العراق وعدد من دول الخليج. وكان العاني ذكر في تصريحات صحفية سابقة أن السعودية ترى في العراق دولة تابعة لإيران تعمل بأوامرها على غرار حزب الله اللبناني، وأن إيران تستخدم الورقة الطائفية لزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال الأقليات الشيعية الموجودة بدول الخليج. واعتبرت الكاتبة أن تدخل قوات الحرس الثوري بالعراق ليس مستبعدا، مشيرة إلى تصريحات لشخصيات عسكرية شيعية بالعراق وبعض مسؤولي أجهزة المخابرات العربية عن إرسال إيران قوات لمعاونة الحكومة العراقية ولتدريب مقاتلين شيعة في مواجهة داعش. كما رأت الكاتبة أن التصريحين الصادرين عن إيران والولايات المتحدة أمس الجمعة أكد فيه الطرفان استعدادهما لمساعدة الحكومة العراقية المحاصرة، يشير إلى أن الأزمة العراقية قد تتسبب في حدوث تحالف مؤقت وغير مقصود بين إيران والولايات المتحدة. يُذكر أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أعلن اليوم أن طهران على أهبة الاستعداد لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة "داعش" بالرغم من أن بغداد لم تطلب هذه المساعدة. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية نقلت عن حسني سلامي، أحد قادة قوات الحرس الثوري الإيراني، قوله إن "قواته على استعداد تام للقتال في العراق إذا لزم الأمر". وكان داعش أعلن أمس زحفه نحو العاصمة بغداد بعد سيطرته على مواقع الجيش العراقي في مدينتي الموصل وتكريت.