على الرغم من التطور التكنولوجي الذي طال كافة مجالات الحياة بالمملكة ومنها معاصر السمسم، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من التمسك بطرق العصر البدائية التي يستخدم فيها الجمل بديلا للموتور، بدعوى أن الزيت المستخرج بالطرق البدائية أكثر فائدة من غيره. وظلت هذه النوعية من المعاصر عقودا طويلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة الناس، وتصارع الزمن من أجل البقاء. وأصبح إصرار أربابها بمثابة سلاح في مواجهة كل رافد جديد يحاول القضاء عليها، حيث إنها تعمل بواسطة جمل يدور حول نفسه لأكثر من خمس ساعات يوميا وهو معصوب العينين حتى لا يشعر بالدوران ويطحن السمسم قبل أن يستخرج منه «السليط» الذي يسمى ب «الجلجلان" ، بحسب " عكاظ" الخميس 15 مايو 2014 . وتتكون هذه المعصرة من قالب وذراع خشبية ثقيلة وصلبة تمتد خارجه، وتحرك السمسم حتى يعصر، ويتم تدوير الآلة بواسطة الجمل عكس اتجاه عقارب الساعة. العم محمد عبده الذي ورث المهنة عن والده، ويعتبرها مصدر دخله، أكد أن زيت السمسم ليس له أضرار جانبية، ومن فوائده علاج بعض الأمراض الجلدية والوقاية من القرحة المعدية والاثني عشر، وتقليل حالات الإجهاض المبكر في الأيام الأولى من الحمل وتخفيف آلام الحيض، كما أن له فوائد للبشرة ويستخدم كمرطب وحام من أشعة الشمس لاحتوائه على فيتامينات طبيعية. وبين أن الزيت يوضع بعد عصره في أوعية خاصة ويباع أمام العصارة، ويصل سعر الكيس الواحد منه إلى 300 ريال، ولزيت السمسم نكهة خاصة ورائحة قوية. وبحسب العم عبده فإنه يقال عن الزيت إنه "السليط المسلط" أي أنه مسلط للقضاء على أمراض كثيرة كبعض الأمراض الجلدية والروماتيزم والصدرية ويستخدم كذلك كغذاء ودهان، وهذه الخصائص جعلت الكثير وخاصة كبار السن يفضلون شراء زيت السمسم المستخرج عبر الوسائل البدائية. وأفاد العم محمد أن هذه المهنة اندثرت نتيجة الجهد الذي يبذل والأرباح القليلة التي تجنى منه، وكذلك لارتفاع أسعار السمسم البلدي، بالإضافة إلى انتشار الزيوت الصناعية بأنواعها المختلفة في الأسواق، مؤكدا أن زيت السمسم الذي يستخرج بالطريقة البدائية أكثر فائدة من الزيوت الأخرى.