ترأَّس وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، الأربعاء 30 أبريل، جلسة أعمال الاجتماع الثالث لأصحاب وزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، بحضور وزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وممثلي المنظمات العربية والدولية. وألقى وزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية خلال الجلسة، التي انعقدت في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية في الرياض، كلمات ثمَّنوا خلالها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الحضارات، مؤكدين أن ذلك سيدعم منطلقات الحوار الفكري بين العالمين العربي والجنوب أمريكي. وأشادوا بمواقف المملكة الداعمة لنشر الثقافة العربية في العالم من خلال مبادرات الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لم يألُ جهدا في سبيل دعم المواقف العربية في مختلف المجالات ومنها المجال المعرفي والثقافي. وأشار الوزراء إلى أن هذا الاجتماع له أهمية بالغة في مد جسور التعاون الثقافي والتكامل بين المنطقتين العربية والجنوب أمريكية في مختلف الميادين، مؤكدين تأثير الثقافات وامتزاجها بين الدول على المستوى العربي والعالمي مرجعين هذا التجانس، لتشابه الثقافات والانفتاح في نقل المعرفة والثقافة. وأفادوا بأن التواصل الثقافي بين الثقافة العربية وثقافات أمريكا الجنوبية لا يقتصر على المثقفين والمبدعين من ذوي الأصول العربية، بل من خلال تفاعل أوساط أدباء أمريكا اللاتينية الذين أصبحت رواياتهم وكتاباتهم النقدية والفكرية منتشرة بصورة واسعة وعميقة في العالم العربي، حيث ترجم منها الكثير للغة العربية. وشدد الجميع على أهمية دعم علاقات التعاون بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية من خلال إقامة مؤسسات ثقافية افتراضية للثقافة، ولجنة دائمة للحوار الثقافي، إضافة إلى تفعيل دور الدراما في نقل ثقافات الشعوب. ورأوا أن انخراط المجتمعات المدنية في تفعيل وتنفيذ مضامين وبرامج الحوار الثقافي من أهم ضمانات مستقبل الشراكة الثقافية بين الشعوب. كما أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري من جانبه، أن هذا الاجتماع يكتسب أهميته من كونه يلتئم في المملكة العربية السعودية التي منها انطلقت الدعوة إلى تعزيز الإخاء الإنساني إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المبادرة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود. وأرجع التويجري الجذور الثقافية المشتركة بين الثقافة العربية والثقافتين الإسبانية والبرتغالية إلى المرحلة المتألقة التي كان فيها العرب والمسلمون قادة للفكر والثقافة وبناة للحضارة الإنسانية انطلاقا من الأندلس التي منها امتدت إشعاعات الثقافة العربية الإسلامية إلى العالم الجديد في شماله وجنوبه. وقال : "إن التأثير الواسع للغة العربية في اللغتين الإسبانية والبرتغالية الذي انعكس على ألوان الثقافة ومظاهر الحضارة في شبه الجزيرة الإيبيرية امتزج به تاريخ العالمين العربي والأمريكي اللاتيني، وجعل العلاقات الثقافية بين الناطقين باللغات العربية والإسبانية والبرتغالية تزداد قوة ومتانة بحيث تشجع على استثمارها بالشكل الأفضل في الوقت الحاضر". وبين أن الرصيد الثقافي المشترك بين هذين العالمين يشجع على السير قدما في اتجاه استثمار العلاقات الثقافية التاريخية في بناء علاقات ثقافية جديدة تدفع نحو المزيد من التطوير حتى تشمل مجالات أوسع تجارية وعلمية وتقنية، إلى جانب تنسيق المواقف إزاء القضايا الدولية التي تستقطب اهتمامات المجتمع الدولي وتمثل تحديا ينبغي مواجهته بقدر أكبر من التعاون الدولي.