رصدت "عاجل" في جولة لبعض مزارع الورد بمنطقة الهدا بمحافظة الطائف، مراحل إنتاج تولة الورد الطائفي الواحدة، والتي تحتاج 15 ألف وردة على الأقل، ويصل سعر التولة إلى 1600 ريال كأغلى عطر في العالم، ولذلك عرف ب"عطر الملوك". ويُعد استخراج تولة الورد الواحدة عملية شاقة وطويلة؛ حيث يستمر طبخ الورد أكثر من 14 ساعة لاستخراج الدهن والماء، وكافة منتجات الورد، بحسب ما ذكره خبراء الورد الطائفي. وتضم الطائف أكثر من 2000 مزرعة للورد، تنتج أكثر من 500 مليون وردة سنويًّا، منتشرة في كافة أرجاء المحافظة، والتقت "عاجل" خلال جولتها المواطن خالد كمال، أحد مزارعي الورد، الذي شرح عملية جني وتقطير الورد، فقال: جني الورد حتى الآن يتم بالطريقة التقليدية بعد صلاة الفجر مباشرة، ويوضع نحو 25 ألف وردة في قدر الطبخ تزيد وتنقص بحسب مساحة القدر، ويتم إشعال الورد تحته، مستبعدًا أن يكون هناك ورد طائفي بالحطب، كما يدعي بعض المزارعين، فيتجمع البخار، ويخرج من أنبوب في غطاء القدر إلى إناء به ماء لتبريد البخار. وأضاف أن عملية الطبخ تنتج دهن الورد، وماء الورد، الذي يباع ب10 ريالات، وماء العروس ب50 ريالا، مشيرًا إلى أن الورد الطائفي لا يزال حتى اليوم يباع بالحبة، وسعر ألف حبة (ورد طائفي) ب55 ريالا هذا العام. ونفى "كمال" وجود ما يسمى قطفة أولى، أو قطفة ثانية، مؤكدًا أن الورد الطائفي واحد، وجودة الورد تختلف بحسب كمية الورد المطبوخ في القدر، وقال: من الممكن تمييز الورد الطائفي الأصلي من عدمه من خلال اللون، ويكون مائلا للاخضرار، وتكون رائحته هادئة، ولا يؤثر في القماش في حال وضع عليه، ولا يتغير لونه. وتابع: أن تربة الورد الطائفي لا توجد إلا في الطائف، وتحديدًا في منطقتي الهدا والشفا، كونها منطقة باردة وبها مرتفعات جبلية، وقد كانت هناك محاولات لزراعته في الباحة، وأبها، إلا أن الوردة لا تنبت بنفس جودة الورد الطائفي. وأشار إلى أنه في حالة وفرة المحصول من الورد الطائفي يصل إنتاج عطر الدهن إلى 30 ألف تولة سنويًّا لكافة معامل الورد بالمحافظة، لافتًا إلى أن للورد الطائفي فوائد صحية كثيرة، منها: تقوية القلب والأسنان، وينظف ما في الحلق والمعدة، ويذهب الصداع والحساسية، كما أنه يستخدم كثيرا في الطبخ، وخاصة في الأكلات الرمضانية، وكذلك مع الشاي.