سلطت وكالة "رويترز" للأنباء، في تحقيق مطول لها، الضوء على اقتحام المرأة الخليجية لمقاعد الإدارات بالشركات التجارية، مشيرة إلى أن الجهود الحكومية في الترويج للمساواة بين الجنسين في فرص العمل ربما يجعل المرأة تتمكن من كسر هذا السقف الزجاجي. وقالت الوكالة إنه رغم الطبيعة المحافظة للمجتمع السعودي إلا أن نساءها حجزن المرتبة الثانية خليجيًا، بعد الامارات، في قائمة الجلوس على مقاعد رئاسة إدارات الشركات، مؤكدة أن هناك بوادر تغيير تهدف لإعطاء مزيد من الفرص للسيدات في المجال الاقتصادي. وذكرت أنه في الشهر الماضي أعلنت مؤسسة الأهلي المالية التابعة لأكبر بنك في السعودية عن تعيين سارة السحيمي رئيسًا تنفيذيًا لتصبح أول سيدة ترأس مصرفا استثماريا في المملكة، وكانت "سارة السحيمي" تشغل من قبل منصب رئيس إدارة المحافظ في "جدوى" للاستثمار بالسعودية. وأشارت الوكالة إلى أن سيدة الأعمال السعودية المعروفة لبنى العليان الرئيس التنفيذي لشركة العليان المالية التي أسسها والدها في الرياض ورد اسمها في قائمة مجلة "فورتشن" لأكثر النساء نفوذا في قطاع الأعمال لعام 2013 والتي ضمت 50 اسما وهي قائمة هيمنت عليها نساء أمريكيات. وأضافت أن شركة الماسة قدرت ثروات نساء الشرق الأوسط ككل بنحو 690 مليار دولار في عام 2012 بعد نموها بمعدل ثمانية في المائة في المتوسط سنويا خلال الأعوام السابقة وهو معدل أسرع قليلا من الزيادة في معدل ثراء الرجال. وذكرت الوكالة أنه رغم هذه الجهود، فإن فرص جلوس المرأة على المقاعد الإدارية العليا مازالت ضعيفة مقارنة بالمقاييس العالمية، حيث بيانات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن المرأة تمثل نصف القوة العاملة على مستوى العالم لكن النسبة تنخفض إلى نحو 20 في المائة بالشرق الأوسط. دعم حكومي وأوضحت الوكالة أن السياسات الحكومية تشجع العديد من النساء على العمل، إذ أن دولا مثل السعودية والإمارات استثمرت مليارات الدولارات في تحسين أنظمة تعليم المرأة. وقالت أميرة الطويل الرئيس التنفيذي لشركة تايم إنترتاينمنت ومقرها السعودية، "ما يحدث في السعودية بوجه خاص وبمنطقة مجلس التعاون الخليجي بوجه عام تطور اجتماعي واقتصادي حقيقي تلعب فيه المرأة دورا أكبر في قطاع الأعمال والمال والإعلام وكثير من القطاعات الأخرى".