تصدر حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان نتائج الانتخابات البلدية في تركيا، متقدمًا على المعارضة، بحسب النتائج الجزئية الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام. فيما أشار مراقبون إلى أن حجم التأييد لأردوغان سيكون حيويًّا لتماسك حزبه مستقبلا، ولقراراته الخاصة بشأن إمكانية ترشحه للرئاسة في أغسطس المقبل. وحصل حزب العدالة والتنمية على ما بين 48 و49.6% من الأصوات على المستوى الوطني بعد فرز نحو 18% من الأصوات، بحسب شبكتي "إن تي في" و"سي إن إن تورك" الإخباريتين. والنتائج متقاربة في إسطنبولوأنقرة، أكبر مدينتين في تركيا، واللتين ستكون نتيجتهما حاسمة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، أو منافسه الرئيسي حزب الشعب الجمهوري (وسط يسار). واتخذ هذا الاقتراع المحلي شكل استفتاء على أردوغان الذي يحكم البلاد بلا منازع منذ 12 عامًا، وإن كان يواجه حاليًّا حركة احتجاج قوية وتهم فساد. وكانت قد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحًا (05:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الأحد. وبدأ فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت بسلام في معظم أرجاء البلاد رغم وقوع اشتباكات تتعلق بالانتخابات أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في واقعتين منفصلتين لتبادل إطلاق النار في قريتين بإقليمي هاتاي وشانلي أورفة بجنوب شرق البلاد قرب الحدود السورية. وقال أردوغان إن نتيجة الانتخابات البلدية التي جرت اليوم الأحد وسط تنافس شديد ستؤكد شرعيته في مواجهة مزاعم بالفساد، وتسريبات أمنية أَلقى باللوم فيها على من وصفهم بالخونة داخل الدولة التركية. وقال أردوغان للصحفيين أثناء الإدلاء بصوته في إسطنبول: "اليوم ما يقوله الناس هو ما يعنيني أكثر مما قيل في ساحات المدينة" وهتف أنصاره أمام مركز الاقتراع قائلين: "تركيا فخورة بك". وأضاف: "ما أن تفتح صناديق الاقتراع فلن يكون الباقي سوى حواشٍ للتاريخ". وجاب أردوغان أرجاء البلاد جيئة وذهابًا خلال أسابيع من حملته لحشد ناخبيه من المحافظين، في خطوة تُبرز مدى الجدية التي يتعامل بها مع أول اختبار لحزبه في صناديق الاقتراع منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الصيف الماضي، وتفجر فضيحة الفساد في ديسمبر. وقال فاتح الطايلي، رئيس التحرير السابق لصحيفة خبر ترك، الذي ندد بانعدام حرية الإعلام خلال حكم أردوغان، واستقال من منصبه أمس السبت: "يصور رئيس الوزراء هذه الانتخابات بأنها محاكمة للفساد". وقال لرويترز: "تستطيع أن تفعل هذا مرة، أو مرتين، ولكن إذا واصلت تجاهل شريحة معينة من المجتمع باستخدام براعتك السياسية ستظهر المشكلات". ووصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002 بناء على برنامج للقضاء على الفساد الذي تعاني منه الحياة في تركيا، ويأمل اليوم الأحد بأن يحقق نفس النسبة التي حققها في انتخابات 2009، أو يتجاوزها وهي 38.8 في المائة. واستبعد أردوغان الآلاف من أفراد الشرطة، والمئات من القضاة، وممثلي الادعاء منذ بدء حملات ضد الفساد في ديسمبر، والتي استهدفت رجال أعمال قريبين من أردوغان وأبناء وزراء. ويُنحي أردوغان باللائمة في التحقيق على فتح الله كولن، وهو رجل دين إسلامي كان حليفًا له، ويقول أردوغان الآن إنه يستخدم أنصاره في الشرطة في محاولة لإسقاط الحكومة. ويصف حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي لحزب العدالة والتنمية أردوغان بأنه دكتاتور فاسد، مستعد للتشبث بالسلطة بأي وسيلة. وقد يسمح له الفوز بالعاصمة أنقرة أو إسطنبول بإعلان شكلٍ ما من الانتصار. وقال إيف ياماك يارباسي، وهو مدرس مساعد، أثناء إدلائه بصوته في أنقرة: "يفترض أن تكون هذه انتخابات محلية، ولكنها أخذت في الأسابيع القليلة الماضية شكل الانتخابات العامة". وأضاف: "أعتقد أن أردوغان سيظل السياسي الأكثر نفوذًا، لكنه سيتهاوى. كانت شعبيته تتصاعد في كل مرة حتى الآن، ولكن أعتقد أنها ستبدأ في التراجع اعتبارًا من اليوم". وشكل أردوغان حزب العدالة والتنمية في عام 2001، واجتذب القوميين، والإصلاحيين الاقتصاديين من يمين الوسط، بالإضافة إلى المحافظين الدينيين الذين يشكلون قاعدته.