منذ اللحظات الأولى لإطلاق موقع "تويتر" للتدوينات الصغيرة، والولع به لا ينتهي. ومع تطور استخدامات الموقع من مجرد ساحة للتواصل بين البشر وتداول الأخبار والمعلومات؛ صار مكانًا لتسويق المشاريع التجارية، لتدر دخلا غير محدود. وعرفت بعض شركات الاستثمار المالي، كيف تستفيد من تويتر؛ حيث خصص بعضها فرقًا مهمتها تقصي الفرص التي يتيحها الموقع، قبل أن تنتبه إليها وسائل الإعلام أو غيرها، ومن أبرز الشركات التي ظهرت مؤخرًا ولفتت الأنظار إليها شركة كيمان أتلانتيك التي أسسها بول هاوتين، وتعتمد فقط على ما يتم نشره على فيسبوك وتويتر. وأكدت دراسة لشركة "جلوبال ويب إنديكس" أن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالميًّا من حيث عدد مستخدمي موقع تويتر، فيما ذهبت دراسة أخرى أجراها الباحث عبد الإله بن عروان العروان في رسالة ماجستير مقدمة لإحدى الجامعات السعودية؛ إلى أن تويتر بات يشكل خطرًا داهمًا على التجار التقليديين، فهناك مشاريع انطلقت منه، وبرزت، واشتهرت. ويقول العروان: "هناك دراسات أجريت في جامعة بنسلفانيا أفادت بأن عائدات تويتر لعام 2012 وصلت إلى 254 مليون دولار، 87% منها تأتي من الإعلانات، ويتوقع أن تتجاوز أرباح وعائدات تويتر في عام 2013 حاجز 600 مليون دولار". ويضيف العروان: "تويتر منصة مهمة للاستثمار في وقتنا الراهن، وكثيرًا ما تعمد الشركات الناشئة للاستفادة منه، ولعل الأسلوب الأكثر انتشارًا والمتداول بين الشركات هي قوائم تويتر التي تركز على تصنيف المتابعين، والتفريق بين المعارف والأصدقاء أو الزبائن، حيث تعتبر قوائم تويتر خاصية لتسهيل عميلة التواصل معهم، أو متابعتهم. ويرى بعض خبراء التسويق أن تلك القوائم مهمة في تسهيل المهمات التسويقية للمشاريع الريادية، فلا بد من التركيز على بعض النقاط، وهي: "مراقبة المنافسين": حيث تشكل حسابات المنافسين في تويتر مصدرًا كبيرًا للمعلومات عن كل نشاطاتهم، وعروضهم، وأخبارهم، ومراقبتهم باستمرار تعود بالفائدة على مشروعك؛ لأنها تساعدك على فهم أساليبهم التسويقية، واكتشاف نقاط ضعفهم. لعدم تفويت أي تغريدة من حسابات منافسك، قم بإنشاء قائمة مخفية في حسابك، يمكنك تسميتها "قائمة المنافسين" وقم باستعراض التغريدات التي تندرج من خلالها بشكل دوري. مع العلم بأنك لست في حاجة لتكون متابعًا لهم (Follower) لإضافتهم إلى قوائمك، ومتابعة تغريداتهم. "إرضاء أبرز الزبائن": إن بدأ مشروعك يجذب بعض الزبائن المهمين ذوي السمعة الجيدة في السوق، فهذا سيحفز أقرانهم من الزبائن المحتملين على تجربة خدماتك، أو منتجاتك، وهذا ما تفعله الشركات عند استعراض أسماء زبائنها في مواقعها الإلكترونية. لذا قم بإنشاء قائمة عامة تحت اسم "أبرز زبائننا" أو "شركائنا" مثلا. أدرج فيها حسابات زبائنك، وقم بالترويج لها عبر حسابك. هذا الأمر سيحفز زبائن جديدين للتعامل معك، إذ يشهدون على اهتمامك بأمثالهم، بما أنك هكذا تساهم في التسويق لهم. إن كنت غير واثق من ولاء زبائنك لك، فلا تقم بهذه الخطوة، لأنها ستوفر معلومة ممتازة لمنافسيك عن زبائنك. "لفت انتباه الشخصيات الهامة": إن الحصول على انتباه بعض الشخصيات البارزة في قطاعك من الخبراء أو أصحاب قصص النجاح التي انتقلت إلى العالمية مثلا؛ قد يوفر لمشروعك فرصًا متجددة، فإذا أعادت إحدى هذه الشخصيات تغريد ما قد نشرته أنت مسبقًا، فقد يُفتح لك ذلك بابًا للمئات وربما الآلاف من متابعيه، بالإضافة إلى أنه يعطيك نوعًا من المصداقية والشرعية، قم بإنشاء قائمة عامة، وأطلق عليها اسم من قبيل "شخصيات يحبها مشروعي" مثلا، وأدرج فيها حساباتهم. هذه الخطوة ستظهر عندهم مباشرةً في خانة التنويهات، وقد تحفزهم للدخول لحسابك، ومتابعتك، أو إعادة تغريد تغريداتك. "مشاركة فريق العمل": في المشاريع الريادية كل جهد متوفر يجب استثماره لأقصى حد، وهنا أقصد تغريدات فريق العمل، خصوصًا إذا كانوا يتكلمون عن المشروع عبر حساباتهم المهنية، أو الشخصية. وهذا ينطبق أيضًا على حسابات المتطوعين في مشاريع الريادة الاجتماعية الذين يساندون مشروعك، أو يروجون له. قم بإنشاء قائمة عامة لفريق العمل أو للمتطوعين، وأعلن عنها في حسابك، فهذا سيحفز بعض مستخدمي تويتر لمتابعة باقي الفريق للوصول إلى معلومات أكبر عن عملك، وبالتالي إلى فرص جديدة للتواصل مع المهتمين منهم. "مراقبة الزبائن المستقبليين": لا شك أن صاحب كل مشروع ريادي يطمح في تأسيس قاعدة متميزة من الزبائن الذين قد لا يستطيع إقناعهم بمنتجاته أو خدماته بسرعة، وخصوصًا في بداية المشروع، ولكن هذا لا يعني أن يُحذفوا نهائيًّا؛ بل يمكن وضعهم ضمن قائمة الأهداف المتوسطة، أو البعيدة المدى للمشروع، للحصول على ثقتهم في يوم من الأيام. "قوائم المسئولية المجتمعية": قد تكون قوائم تويتر فرصة لمشروعك لتقديم خدمة للمجتمع عبر بناء قائمة تدرج فيها بعض المبادرات أو المنظمات غير الربحية التي تستحق الدعم. ويمكنك أن تعنون القائمة ب"مبادرات صديقة" مثلا، وبالتالي سيظهر لمتابعيك أن لمشروعك هدفًا إيجابيًّا للمجتمع، وليس مشروعًا تجاريًّا فقط.