وليد ابو مرشد انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الشركات الوهمية على شبكتي التواصل الاجتماعي "تويتر"، و"فيسبوك" وهو ما جعلها مصيدة للكثير من المستخدمين الذين سقطوا ضحايا لهذه الشركات. وحذّر رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية بمنطقة المدينةالمنورة محمود رشوان، من التعامل مع الحسابات المجهولة على "تويتر" لقلة مصداقيتها، وتلك التي تروج لبيع متابعين، متسائلا ما الفائدة من زيادة عدد المتابعين. وأضاف رشوان أنه يجب أن يكون هناك تقنين للأعمال التجارية على الشبكة الإلكترونية بشكل عام وخاصة تلك الشركات التي تعمل في مجال التسويق العقاري على الشبكة، وتتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ميدانا لعروضها، بحيث يضمن المستخدم أنه حين يدفع أو يحوّل أموالا لمثل تلك الشركات تكون هذه الأموال مضمونة وموجهة إلى جهة موثوق بها. ووصف رشوان الحسابات الوهمية المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي ب"السوق السوداء"، مطالبا المواطنين بالتواصل مع الجهات الموثوقة والمرخص لها بالعمل بشكل نظامي، داعيا الجهات المختصة لمراقبة مثل هذه الحسابات. كما انتشرت أيضا على موقع تويتر وسيلة جديدة من وسائل الاحتيال الإلكتروني والتي اشتهرت ببيع المتابعين أو زيادة أعداد المتابعين للحسابات الشخصية. وكان المتحدث الرسمي باسم "تويتر" جيم بروسر قد ذكر في وقت سابق في تصريحات صحفية، أن الشركة تقوم بدورها الفعَّال في مكافحة ما وصفه ب"مصادر وهمية خبيثة"، وقد تم رفع دعوى قضائية ضد شركة وجد أنها مسؤولة عن خمس من أكثر رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه والأكثر استخداما على "تويتر" في هذه الخدمة. وذكر أن المشكلة الحقيقية تكمن أيضاً في الحسابات الوهمية وصعوبة تمييزها عن الحسابات الحقيقية، وقال بروسر معترفاً بذلك إنها مشكلة صعبة بالفعل، لكن ما زالت لدينا مجموعة متنوعة من الضوابط الآلية واليدوية في حوزتنا، وسنعمل باستمرار على مكافحة هذا الاحتيال والقضاء عليه. ويشير المحلل الاقتصادي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري، إلى أن هذه الظاهرة تعتبر نوعا من الاحتيال وتمثل إحدى القضايا المالية، وذلك لأن مثل تلك الحسابات أو الشركات تقوم ببيع شيء لا تملكه ولا تعمل تحت إشراف الشركة المؤسسة لموقع "تويتر". ونوه الأنصاري إلى أن العالم الافتراضي متمثلا في شبكات التواصل الاجتماعي، ممتلئ بالرديء والجيد والممارسات المجرمة نظاما، والتعامل مع العالم الافتراضي يعكس درجة وعي الفرد والمجتمع، وهو ما يؤكد أن هناك دورا توعويا وتربويا يجب أن تقوم به الجهات المسؤولة عنه قبل الدور الرقابي والشق القانوني في مثل تلك المسائل، حيث إن ارتفاع درجة الوعي يقلل من فرص نجاح مساعي المحتالين في الحصول على الأموال دون وجه حق. وأوضح الباحث في علم التكنولوجيا محمود رفعة أن كثيرا ممن يقعون في عملية شراء متابعين هم ممن يسعون إلى التباهي، وفي كل الأحوال من يشتري المتابعين فهو لا يشتري أكثر من رقم فقط، حيث إن غالبية المتابعين لحسابه عبارة عن حسابات غير فاعلة ولذا فلا فائدة منها ولا تأثير عليها. هي مجرد شهرة وشعبية وهمية توحي للآخرين بأن هذا الشخص لديه شيء ما يقدمه للآخرين لذا لديه هذا العدد الكبير. وأضاف رفعة أن هناك من يقوم بشراء متابعين لأسباب قد تكون منطقية، ومنها إذا كان الاسم الذي يريده محجوزا مسبقا مثلا، وأراد أن يجعل الناس تتابع الحساب الفعلي له، ويكون ذلك من خلال تباين عدد المتابعين، وهذه الطريقة الوحيدة الصحيحة التي أراها في هذا الجانب. وهناك أيضا من يقوم بزيادة عدد المتابعين لكي يبحث عن معلنين يعلنون في حسابه بأن يقول بأنه لدي هذا العدد الكبير الذي سيصل لهم الإعلان وهذا السلوك يعتبر سرقة واضحة ونصبا على المعلنين حيث إن تلك الأعداد الكبيرة التي تتابعه ويأمل المعلن أن ترى إعلانه ما هي إلا حسابات وهمية، ولا تحقق ترويجا حقيقيا لسلعة المعلن. وفي محاولة لتتبع بعض مواقع بيع المتابعين، تبين أن هناك العديد من الحسابات الوهمية التي تعمل على تقديم خدمات البيع المباشر التي تتمثل في بيع "1000" متابع لحسابك بمبلغ "150" ريالا شهريا و"100" ألف متابع لحسابك بمبلغ "1000" ريال وهكذا، وأصحاب بعض هذه الحسابات يطلبون منك بيانات حسابك كاسم المستخدم و كلمة السر. والبعض الآخر يقوم بعملية تدوير ومبادلة المتابعة، أي تقوم أنت بالتسجيل ومتابعة 100 شخص مثلا وبالتالي يتم عرض اسمك 100 مرة على أشخاص آخرين ليقوموا هم بمتابعتك بالمقابل، وعادة ما تكون هذه الحسابات المتابعة لك حقيقية ولكنها أجنبية وغالبا ما يقوم أصحابها بإلغاء المتابعة بعد فترة لعدم وجود أرضية مشتركة بين الطرفين. "الوطن" تواصلت مع حمد الخالدي أحد مالكي هذه الحسابات حيث أوضح أن جمع 100 ألف متابع يحتاج فقط إلى 5 أيام ويتكلف ذلك 1000 ريال. وحول كيفية زيادة المتابعين أوضح أن هناك برامج متخصصة صممت لاستيعاب عدد من المتابعين لحساب معين ويُمكنك الحصول على 125 إعادة تغريد "Retweet" يوميا ولمدة شهر مُقابل 250 ريالا ولتقليل التكلفة يُمكنك الحصول على إعادة تغريد لمدة 5 مرات يوميا مقابل 30 ريالا.