قال مشاركون في المحادثات إن وفدي الحكومة السورية والمعارضة اجتمعا يوم الثلاثاء، ووقفا دقيقةً حدادًا على قتلى ثلاثة أعوام من الصراع. وكانت الجولة الأولى من المحادثات التي جرت الشهر الماضي لم تحرز تقدما ملموسا. وصرح أحمد جقل، عضو وفد المعارضة لوكالة رويترز للأنباء، بأنه يأمل في أن يكون الوقوف دقيقة حدادا إشارة على تحسن الأجواء هذه المرة. وأضاف أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي اقترح أن يناقش الجانبان وقف العنف يوم الثلاثاء، وأن يناقشا تشكيل هيئة حكم انتقالية يوم الأربعاء. وسببت القضيتان خلافا ين الجانبين، وعطلت المفاوضات. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الجلسة الصباحية المشتركة بدأت بالوقوف دقيقة حدادا "على أرواح شهداء قرية معان بريف حماة وشهداء سوريا". واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن حكومة الأسد ملتزمة ببنود "جنيف 1"، مشيرا إلى أن وفد المعارضة قد رفض مناقشة بند مكافحة الإرهاب، مؤكدا تمسك وفد النظام بمناقشة بند مكافحة الإرهاب قبل البدء بأي مناقشة أخرى. وكانت السلطات السورية اتهمت مقاتلين إسلاميين سُنَّة بقتل 42 شخصا يوم الأحد في معان التي يقطنها علويون، فيما نفى الائتلاف أن يكون قد سقط قتلى من المدنيين، مؤكدا أن القتلى قد سقطوا في خضم الاشتباكات التي خاضها مقاتلو الجيش الحر مع قوات الرئيس بشار الأسد. وقال منذر أقبيق، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري، إن جلسة يوم الثلاثاء ستركز على مناقشة شكل جدول أعمال الأسبوع، وأضاف أن الجانبين يختلفان بشأن مدة وعدد الاجتماعات. ومن القضايا الرئيسية المطروحة في المحادثات دور الأسد في هيئة الحكم الانتقالية. وتقول الحكومة إنها لن تناقش تنحية عن السلطة، في حين لا تريد المعارضة أي دور للأسد الذي حكمت أسرته سوريا منذ أكثر من أربعين عاما. والمجتمع الدولي منقسم أيضا بشكل كبير بخصوص هذا الأمر. وفي محاولة واضحة للتغلب على ذلك سيجتمع الإبراهيمي مع مسئولين أمريكيين وروس يوم الجمعة. وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة لا تفكر في حل عسكري في سوريا في الوقت الراهن. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن واشنطن وجهت رسالة قوية لروسيا بشأن سلامة المدنيين بسوريا في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد. وقال أوباما إن "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وآخرين وجهوا رسالة مباشرة للروس، مفادها أنه ليس بوسعهم القول بأنهم يشعرون بقلق على سلامة الشعب السوري، في الوقت الذي يتضور فيه مدنيون جوعا". وأضاف قوله: "لا نعتقد في الوقت الراهن بوجود حل عسكري في حد ذاته لهذه المشكلة؛ إلا أن الموقف مائع، ونحن نواصل استكشاف كل سبيل ممكن لحل هذه المشكلة".