أعلن الرئيس السوداني عمر البشير رسميًا مغادرة نائبه الأول علي عثمان طه (66 عامًا) منصبه في التشكيلة الجديدة للحكومة المرتقب إعلانها في غضون الساعات المقبلة وذلك بعد محافظته على هذا المنصب نحو 15 عامًا. ونفى البشير في كلمة ألقاها بمناسبة مرور 500 عام على قيام أول دولة إسلامية بالسودان، اليوم السبت، وجود خلافات داخل حزبه مؤكدًا أن "الوزراء المغادرين قدموا أنفسهم طواعية". وقال إن التشكيل الجديد للحكومة يحمل ملامح السودان الجديد لإعاده التاريخ والمواصلة في بناء دولة إسلامية متينة، وأكد البشير أن طه تنازل عن منصبه طواعية، كما فعل من قبل عند توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وأشار مراقبون إلى أنه بات في حكم المؤكد خروج ما يسمى بالحرس القديم من الحكومة المرتقبة، كاشفين عن أن أبرزهم، إضافة إلى النائب الأول علي عثمان طه، رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر، ووزراء الدفاع عبد الرحيم حسين والداخلية إبراهيم محمود والخارجية علي كرتي والنفط عوض الجاز الموجودين في السلطة منذ 24 عامًا. وأشارت العديد من التكهنات إلى أن وزير شئون رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح سيؤول إليه منصب النائب الأول للرئيس. من جانبه قال علي عثمان طه إن مغادرته منصبه في القصر الرئاسي جاءت تنفيذًا لاقتراح البشير بتغيير شامل فى القيادة. ونفى خلال تصريحات، بحسب رويترز، وجود أي خلافات أو صراعات وسط قيادات الحكومة، بعد تقارير تحدثت عن مغادرته المنصب غاضبًا. وأضاف في لقاء مع رؤساء تحرير صحف محلية "لا توجد أي خلافات او صراعات، ليس بيني وبين الرئيس ولا مع أي من قيادات الحزب" مشددًا على أن التغييرات كانت تنفيذًا والتزاما بقرار قيادة الحزب بضرورة إحداث تغيير يشمل الجميع. يذكر أن طه الذي يعد أبرز قادة الحركة الاسلامية في السودان تم تعيينه أول مرة نائبا أول للبشير عام 1998 بعد مقتل النائب الأول للرئيس السوداني الزبير محمد صالح في حادث سقوط طائرة. وبعد توقيع اتفاق السلام مع الجنوب عام 2005 ترك منصبه لزعيم الحركة الشعبية التي وقعت الاتفاق جون قرنق وتم تعيينه نائبا للرئيس ثم عاد لموقعه كنائب أول عام 2011 بعد انفصال الجنوب. ومن المقرر أن يعلن البشير في وقت لاحق الليلة أو صباح غد التشكيل الجديد للحكومة الذي أشيع أنه سيكون غير مسبوق في تاريخ حكم البشير للسودان منذ عام 1989.