رحمك الله يا أبا خالد رحلت .. وأخذت معك بعض قلوبنا .. رحلت .. ورحل معك جزء من ذاكرة أوقاتنا الجميلة .. ولحضاتنا البريئة الممتعة !! هكذا ؛ بكل هدوء !! وبصمت يشبه صمتك الحكيم في حياتك .. بكل بساطة .. لن نراك بيننا ! لا لقاء لا مزيد من ابتساماتك الطيبة لا مزيد من كلماتك النقية حتى خبر وفاتك جاء هادئاً بشكل صادم .. بعد أيام قليلة من مرضك الذي لم يتح لنا فيه حتى فرصة وداعك .. ذهبت وقد تركت في نفوسنا لذعة لوعة وآثار شوق ممتد .. فلطالما كنت خفيفاً على قلوب من حولك راجح القدر والمكانة في نفوسهم نعم الأخ الوفي .. ونعم الصديق الحقيقي .. لقد كنت نموذجاً في السلوك والأخلاق في كل تفاصيل حياتك وعلاقاتك وبيئة عملك .. كنت درساً عملياً في حسن المعاملة ولطف المعشر و كل ملامح سلوك المسلم الحق كنت رفيعاً في زمن الانحطاط صادقاً في زمن الزيف منسجماً مع ضميرك في زمن الاختلاف كريماً في زمن الأنانية مرفوع الرأس في زمن الخنوع رحمك الله رحلت كما كنت راضياً مرضياً لطالما كان شكر الله هو ديدنك لن أنسى حينما حدثتني قبل مرضك بأسابيع قائلاً : (( لقد أنعم الله علي بأكثر مما أستحق .. الحمد لله )) لحظتها كنت تقدم نموذجاً للشكر و الطمأنينة و الثقة بالله و الاعتراف بفضله ساعتها كنت تقدم لي درساً في عمق الإيمان و التفاؤل و الثقة بالله وحسن الظن به أبا خالد أما فقدك ؛ فمصيبة نحتسبها عند الله و أما مكانك فسيظل شاغراً في القلب سيترك رحيلك فراغاً موجعاً في دواخلنا إلى أي عبوس ستنتمي نظراتنا عندما لا تجد ابتسامتك ؟ من أين سنستقي دروس حسن الظن و طهر النفس وصدق اللسان ؟ رحمك الله أبا خالد رضينا بقدر الله و والله إن من حباك هذا القبول في الدنيا لهو أرحم بك إذا اختارك إلى جواره .. إننا لا نرثي لك فقد أقبلت على رب رحيم غفور واسع الفضل لكننا نرثي أنفسنا التي بقيت بعدك تعاني كبد الحياة ووجع الفقد ورحيل الأحبة ! ها أنت تبادر في رحلة الآخرة .. ونحن على أثرك سائرون .. اللهم لا تفتنا بعده واغفر لنا وله .. ولله لطْفٌ في العزاء لعبده .. وإن مسّه جَهْدٌ من الحزن جاهدُ وما هوٓ إلا وافد نحو ربه .. ومن أوفدتْه عزْمة ُ الله وافدُ لك الأجر تعويضاً من الله وحده .. ومنْ خلْقه حُسْنُ الثنا والمحامدُ أحمد بن عبدالله أباالخيل