لا تستغرب أخي القارىء إذا ما قلت لك إنني أنتظر موتي ولكني لست لوحدي فالكثير يتمنى أن تتحقق هذه الأمنية لي وأحمد الله أن الظروف تساعدني للغاية التي لا أريدها ولكني مجبر عليها. فلِما الحياة إذا ما كنت أنا أصلاً غير موجود فيها إلا مجرد اسم أو قد يكون لقب "معاق" تخيل أخي أنني أخشى أن أنام و لا أجد أمي وهي الوحيدة التي تساعدني وأخاف أن يتركني أخي فليس لي راتب و لاسكن ولا حتى أبسط حقوقي لا أستطيع العلاج وليس لي طموحات ولا أحلام كغيري من الأصحاء إنما لي أماني فكل أماني بأن أعيش بكرامة وأن أخرج من دائرة الخوف من فقدان معيل هل أنا فعلاً إنسان كما يقال في الإعلام؟ هل فعلاً لي حقوق؟ هل أستطيع أن أحلم؟ هل سيكون لي مستقبل؟ أسئلة كثيرة أرددها أنا وإخوتي المعاقين, ونتفاجأ بالإجابة "نعم" إلا أنها حقوق نسمعها ولا نراها وقد لا أنسى أن أشكر مجتمعي الذي لم يستطع إعطائي حقوقي ولكن أعطاني أهم منها فلا تستغرب بعد هذا إذا ما قلت لك أن المعاق أصبح له قيمة وأصبح المعاق سلعة يتاجر بها فالمعاق يساوي أربع أشخاص في سوق العمل فكل من أراد أن يرضي وزارة العمل يشتري أكبر عدد من المعاقين فأصبحت قيمة المعاق هي الأغلى في سوق العمل وأقرب ما أشبه المعاقين الأن بالأغنام ذات الجودة العالية فسعرها يختلف إلا أنها غير صالحة للعمل فهي لم تدرب و لم تهيء والغاية من توظيف المعاق ليس من الاستفادة من قدراته وإنما لغايات تجارية دنيئة فشكراً يا مجتمعي. سلمان بن ضيف الله الدعجاني